وهناك مكونات رئيسية في نظرية الذات لكارل روجرز. وهذه المكونات هي: الذات، مفهوم الذات، الخبرة، الفرد، والسلوك، المجال الظاهري.
الذات Self:
تمثل الذات قلب نظرية روجرز. ومفهوم "الذات" قديم قدم الحضارة المصرية، وقد مر مفهوم "الذات" بنمو ديني فلسفي عبر التاريخ، واقتبسه المفكرون اليونان مثل أفلاطون وسقراط وأرسطو وفلسفوه، ثم احتضنه المفكرون العرب مثل العلامة ابن سينا في القرن العاشر والعالم الفيلسوف أبو حامد الغزالي في القرن الحادي عشر، ولقد علمنا الله ما لم نكن نعلم عن: النفس الملهمة، والنفس اللوامة، والنفس البصيرة، والنفس المطمئنة، والنفس الأمارة بالسوء، ويقول الغزالي: إن الوجهات الأربع الأولى للنفس البشرية حميدة أما الأخيرة فهي غير محمودة وقد ذكر ابن سينا "٩٨٠- ١٠٣٧" مفهوم الذات على أنه الصورة المعرفية للنفس البشرية، وتكلم من جاء بعد ذلك من المفكرين عن مفهوم "الذات" متذبذبين بين الروح Soul تارة وبين الذات Self تارة أخرى مثل جون لوك Loke؛ "١٦٣٢-١٧٠٤" وجورج بيريكلي Berkeley؛ "١٦٨٥-١٧٥٣" وهيوم Hume؛ "١٧٤٠" وتوماس براون Brown؛ "١٧٧٨-١٨٢٠" وجيمس ميل Mill؛ "١٨٢٩" وكانت Kant؛ "١٨٣٨" وفي العقد الأخير من القرن التاسع عشر فقط بدأ المفهوم "العجوز" للذات يحتل مكانه الصحيح في علم النفس "الرضيع" كمفهوم نفس خلال كتابات وليام جيمس James؛ "١٨٩٠" ومنذ بداية القرن الحالي أخذت معظم النظريات النفسية تتبنى مفهوم "الذات" Self أو "الأنا" ego كمفهومين هامين في دراسة الشخصية والتوافق النفسي، ولكن النظريات اختلفت حول طبيعة الذات وبنيتها وتركيبها وأبعادها ووظائفها، وحتى على تعريفها، وكان الخلط كثيرا بين مصطلح الذات ومصطلح الأنا تارة على أنهما مختلفان وتارة على أنهما مترادفان.
وقد وجد علماء النفس في النصف الأول من القرن العشرين أنه لا يمكن الكتابة في علم النفس دون الاهتمام بالذات، ومنذ العقد الرابع من هذا القرن أخذت الذات مكانه الطبيعي في دراسات علم النفس، وأصبح مفهوم الذات الآن ذا أهمية بالغة ويحتمل مكان القلب في الإرشاد والعلاج النفسي، وكثرت الدراسات والبحوث وظهر ما يسمى سيكولوجية الذات Self Psychology. "حامد زهران Zahran؛ ١٩٦٦".
وهكذا نرى أن مفهوم "الذات" قديم قدم الحضارة المصرية ذاتها، وجديد جدة أي مفهوم نفس معاصر وضع تحت ضبط البحث النفسي العلمي. ويلخص تاريخ الذات ومكانها في علم