للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولحم سوسة من أطيب لحوم بلاد إفريقية لطيب مراعيها. وبالقرب منها محرس «ا» المنستير الذي جاء فى الأثر «ب» ، وهو حصن عالى البناء متقن العمل، وفيه جماعة من الصالحين الذين حبسوا أنفسهم فيه منفردين عن الأهل والعشائر؛ وأهل تلك البلاد يخرجون إليهم الصدقات «١» .

وبقربه نحو ٥ محارس متقنة البناء معمورة بالصالحين.

مدينة تونس «ج» «٢» : مدينة عظيمة بينها وبين القيروان مسيرة ٣ أيام؛ وبينها وبين البحر نحو ٤ أيام؛ وبينها وبين قرطاجنة نحو ١٠ أميال ومرساهما واحد يسمى رادس. ويقال إن ببحر رادس خرق «د» الخضر عم السفينة «ر» ؛ وكان الملك المذكور فى القرآن «س» «٣» ، الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا، ملك قرطاجنة وكان يسمى ألجلندا. وبين المرسى وتونس بحيرة يقول أهل تونس إنها كانت [من] نحو ١٠٠ سنة «ص» أرضا لهم، كثيرة الجنات والمياه والزرع طيبة الفواكه، فغلب عليها ماء البحر؛ وهم يعرفون موضع ضياعهم فيها إلى الآن. ومدينة تونس مدينة قديمة البناء لها سور عظيم ويدور بها حفير، يقال إن دورها ٢٤ ألف ذراع «ط» وبها جامع متقن البناء مليح الصنعة مطل على البحر، بناه عبيد الله بن الحبحاب «٤» هو ودار الصناعة، وأنفذ إليه البحر، وهو من عجائب الدنيا. ومدينة تونس فى سفح جبل، وبها مبان عجيبة، وأكثر عضادات أبواب دورهم «ع» رخام أبيض: لوحان قائمان وثالث معترض مكان العتبة.

ومن الأمثال بإفريقية: دور تونس أبوابها رخام وداخلها سخام. وهى دار علم