مدينة نفيس «١» : مدينة قديمة أزلية غزاها عقبة بن نافع رحمه الله، وحاصرها وفيها الروم والنصارى البربر فافتتحها وأصاب المسلمون فيها أموالا كثيرة ومغانم واسعة؛ وبنى فيها عقبة مسجدا وهو معروف بها اليوم. وكان دخول عقبة مدينة نفيس سنة ٦٢ [٦٨٢] من الهجرة، ويعرف بالبلد النفيس وليس فى جميع البلاد أطيب هواء منها ولا أجمل منظرا ولا أكثر أنهارا وأشجارا وثمارا.
ويشق بلد نفيس نهر منبعه من جبل درن حيث الروضة المقدسة المكرمة المعظمة؛ جدث الإمام المهدى وصاحبه وحواريه الخليفة الإمام أمير المؤمنين عبد المؤمن بن على رضهما؛ وهو فى مدينة البيضاء المعروفة بتنمل «٢» كرمها الله. وكانت على القديم معمورة فمدنها الإمام رضه، وبنى فيها الخليفة جامع الإمام رضهما «ا» ، وعليها سور حصين وهى أمنع حصن أو قلعة فى بلاد المغرب لو عورة الطريق من هذه البلاد لأن زيارة الأئمة الأطهرين لها على طرق مرصوفة من الخشب متى احتيج إلى إزالتها أزيلت فتعلقت السبل وحار الدليل، فتعاين مهوى بعيدا لا يدرك له قعر. وهى فى وسط القبائل المعروفين بالشهامة والنجدة. وبين أغمات ونفيس الحضرة العلية مرّاكش- صانها الله تعالى دار إسلام.
مدينة مرّاكش- كلأها الله «٣»
هى اليوم حاضرة بلاد المغرب ودار مملكتها، وهى مدينة عظيمة فى بسيط من الأرض، أسسها يوسف «ب» بن تاشفين سنة ٤٥٩ [١٠٦٧] ؛ وأول ما بنى فيها