وكتب إليه ذو ميشيل بن عدبيل بن درشيل الأكبر يخبره بأمر نوح، فكتب إليه فرعان يشير عليه بقتل نوح فهلكا فى الطوفان.
[ذكر أول من نزل مصر بعد الطوفان]
يقال إن أول من نزل مصر بعد الطوفان مصر بن ينصر بن حام بن نوح عم، بدعوة سبقت له من جده نوح عم. روى عن ابن عباس أنه قال دعا نوح عم لمصر بن ينصر بن حام، وهو أبو القبط، فقال:«اللهم بارك فيه وفى ذريته وأسكنه الأرض المباركة، التى هى أم البلاد وغوث العباد، التى نهرها أفضل أنهار الدنيا؛ واجعل فيها أفضل البركات وسخر له ولولده الأرض وذللها لهم وقوهم عليها» . قيل وكان السبب فى نزول مصر أرض مصر، وبه سميت، أن فليمون الكاهن صدق نوحا عم وآمن بالله تعالى، وسأل نوحا أن يحمله بأهله وولده معه فى السفينة فحمله. قال فلما انجلى الطوفان، قال فليمون لنوح عم يا نبى الله اجعل لى رفعة وقدرا أذكر به بعدى؛ فزوج نوح [مصر بن] ينصر بن حام من بنت فليمون «ا» فولدت له ولدا فسماه فليمون «ا» على اسم جده لأمه. فلما أراد نوح قسمة الأرض بين بنيه قال له فليمون: يا نبى الله إن بلدى خير البلاد وأولى الناس به ابنى مصر، فابعثه معى إليه أظهره على كنوزه وأوقفه على علومه ورموزه. قال فأنفذه معه فى جماعة من أهل بلده، قيل إن عددهم كان ٣٠ رجلا فقطعوا الصخور وبنوا المصانع والمعالم، وبنوا مدينة سماها ماقة، ومعنى ماقة ٣٠ بلغتهم «١» وهى مدينة منف. وأطلع فليمون صهره مصر بن ينصر على