كنوز مصر وعلومها، وعلمه خط البرابى، وأخرج له المعادن من الذهب والفضة والزبرجد والفيروز وغير ذلك من الجواهر، وأطلعه على عمل الصنعة فى الجبل الشرقى فسمى به المقطم.
وتزوج الملك امرأة من بنات الكهنة، فولدت له أربعة من الولد منهم قطيم وإليه عهد بعد موته. فلما حضرته الوفاة أمر أن يحفر له سرب بين جبلين طوله ١٥٠ ذراعا، ويفرش بالمرمر، ويجعل فى وسطه مجلس مصفح بالذهب له ٤ أبواب، على كل باب تمثال من الذهب عليه تاج مرصع بنفيس من الجوهر، جالس على كرسى من الذهب قوائمه من الزبرجد. ونقشوا فى صدر كل تمثال آيات عظاما وأسماء من أسماء الله تعالى مانعة من أخذه، وجعلوا جسده فى تابوت من زبرجد مصفح بالذهب، وجعلوا معه فى ذلك المجلس ألف قطعة من الزبرجد المخروط، وألف تمثال من الجوهر النفيس، وألف إناء مملوءة من در الدر الفاخر. ووضعوا هنالك الصنعة الإلهية والعقاقير السرية، ومعها الطلسمات العجيبة، وأكوام من سبائك الذهب بعضها فوق بعض، ثم كتبوا على المجلس:«مات مصر بن ينصر بن حام بن نوح عم بعد ٧٠٠ سنة مضت من أيام الطوفان، ولم يعبد الأصنام إذ لا هرم ولا أسقام، ولا عوز ولا اهتمام، وحصن مجلسه بأسماء الله تعالى العظام، التى لا يصل إليها أحد من الأنام، وكان يدين للملك الديان، ويؤمن بالمبعوث بالقرآن، الداعى إلى الإيمان، الظاهر فى آخر الزمان» . ثم دهموا ذلك بالصخور العظام وجعلوا فوقها الرمال، وذلك بين جبلين متقابلين، وجعلوا فيها علامات «١» .
ثم ولى ابنه قطيم وهو أبو الأقباط؛ وكان «ا» جبارا عظيم الخلق وفى أيامه هلكت عاد «٢» بالريح، فكان ملكه ٤٠٠ سنة. وكان قد عمل