وقتلوا به. وترك من الولد يحيى وإدريس، فولى عهده يحيى وكان صاحب بلاد المغرب: فاس وغيرها، وجعل إدريس بمدينة مالقة. فلما قتل على بن حمود وكان الابنان غائبين، استدعى البربر أخاه القاسم بن حمود، وأدخلوه القصر بقرطبة، وبايعه الناس وخطب له بالخلافة، فوصل الجند إلى ابن أخيه يحيى وهو بالمغرب، فأنف من ذلك لما كان عهد إليه أبوه، فبعث إلى أخيه إدريس بمالقة «ا» وجاز إليه فتركه مستخلفا بمدينة فاس وبلاد المغرب، وعبر يحيى إلى الأندلس لطلب حقه عند عمه القاسم. فلما قرب من قرطبة هرب عمه القاسم وبويع يحيى بقرطبة ويسمى بالمعتلى؛ ثم إن البربر اضطربوا فهرب من قرطبة إلى ما لقة، ورجع عمه القاسم إلى قرطبة وتسمى بالمأمون.
ثم أخرجه ابن أخيه يحيى من قرطبة مرة ثانية، فمشى إلى إشبيلية، وسكن بها حتى أخرجه محمد بن عباد؛ فسار إلى شريش، ونزل عليه يحيى، وحصره بها حتى أخذه بها مع بنيه وسجنه. واستوثق الأمر ليحيى بن على حتى قتل سنة ٤٢٧ [- ١٠٣٦] ، وقام زناتة على أخيه إدريس بالمغرب، وملكوا مدينة فاس وغيرها فسكن إدريس بسبته، فلما وصله موت أخيه يحيى خطب له بالخلافة وتسمى بالعزيز بالله، ثم عبر البحر إلى مالقة، وخطب له بالخلافة فيها، ثم اتصلت الفتن حتى انقطعت دولة بنى إدريس من بلاد المغرب.
ذكر ارتداد برغواطة «١» ومن دخل معهم من قبائل البربر فى «ب» الإسلام، والسبب «ج» فى ذلك
قال الناظر، دخل بلاد تامسنا رجل اسمه صالح بن طريف، وأصله من برباط الأندلس يهودى النسب من سبط شمعون، وكان رحل إلى المشرق، وقرأ على غيلان القدرى ورأى من السحر كثيرا، فدخل إلى بلاد تامسنا، فوجد فيها من زناتة قوما جهالا، وكان ذلك سنة ١٢٣ [- ٧٤١] . فأظهر الإسلام والنسك حتى استفز عقولهم، فولوه على أنفسهم، فلما ولى شرع الديانة التى أخذوها عنه، وأنا أذكرها.