الغدير وقد ذكرناه. مدينة المسيلة أحدثها أبو القاسم إسماعيل بن عبيد الله الشيعى منذ سنة ٣١٣ [- ٩٢٥] وكان المتولى لبنائها على بن حمدون بن سماك المعروف بابن الأندلسى، فلم يزل بها أميرا حتى مات فى فتنة أبى يزيد «ا» ، وبقى ابنه جعفر أميرا فيها، وولى على بلاد الزاب كلها. وهذا جعفر ممدوح «ب» محمد بن هانئ الأندلسى الشاعر المشهور، له فيه مدائح كثيرة حسان، وكان من أكثر أهل زمانه إحسانا. ومدينة المسيلة كثيرة النخل والبساتين تشقها جداول المياه العذبة، وكانت مدينة عظيمة على نظر كبير، وحواليها قبائل كثيرة من البربر من عجيسة وهوّارة، وبنى برزال.
مدينة نقاوس «١» : مدينة كثيرة الأنهار والثمار والمزارع، كثيرة شجر الجوز، منها يحمل الجوز إلى قلعة حماد وإلى بجاية وإلى أكثر تلك البلاد.
مدينة طبنة «٢» : وهى «د» مدينة كبيرة قديمة عليها سور من طوب ولها حصن قديم عليه سور من صخر جليل ضخم متقن البناء من عمل الأوائل، ولها أرباض واسعة وهى مما افتتح موسى بن نصير حين دخل بلاد إفريقية والمغرب وبلاد الأندلس فبلغ سبيها ٢٠ ألف رأس. ويشق مدينة طبنة جداول الماء العذب ولها بساتين كثيرة النخل والثمار ولها نهر يشق غابتها، وقد بنى له صهريج كبير يقع فيه وتسقى منه جميع بساتينها وأرضها، ولم يكن من القيروان إلى سجلماسة مدينة أكبر منها