للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عظيمة منقورة فى حجر صلد من عمل الأولين فيسمع لوقوعه فى تلك البركة خرير شديد هائل على مسافة أميال، ثم يخرج من تلك البركة بحكمة مدبرة إلى موضع يسمى المهماز «ا» ، فيسقى هناك مزارع وأولاجا كثيرة تسمى أولاج الجنان «ب» ؛ وتلك المواضع من أجمل بقاع تلك البلاد؛ ثم يصب فى نهر أسر «ج» ثم يصب فى نهر ثافي وهو النهر الذي يتصل بمدينة أرشقول فى البلاد الساحلية. ومدينة تلمسان مدينة علم وخير ولم تزل دار العلماء والمحدثين.

وكان هذا المغرب الأوسط قد تملكه العلويون من بنى إدريس وأمرهم مشهور، وتملكوا بلاد الأندلس وتسموا بالخلافة.

مدينة وجدة «١» : وهى مدينة كبيرة مسورة قديمة أزلية، كثيرة البساتين والجنات والمزدرعات، كثيرة المياه والعيون طيبة الهواء جيدة التربة، يمتاز أهلها من غيرهم بنضارة ألوانهم وتنعم أجسامهم. ومراعيها أنجع المراعى وأصلحها للماشية، يذكر أنه يوجد فى الشاة من شياههم مائتى أوقية شحما، ويصنعون من صوفها أكسية ليس لها نظير فى الجودة مثل العبيدى، يساوى الكساء الجيد منها ٥٠ دينارا وأزيد. وعلى مدينة وجدة طريق المار والصادر من بلاد المشرق إلى بلاد المغرب وسجلماسة وغيرها.

مدينة أجر سيف «٢» : مدينة كبيرة لها بساتين كثيرة وهى على نهر ملوية وهو نهر كبير من الأنهار المشهورة، وكانت أجر سيف قرية كبيرة على نهر ملوية حتى خرج الملثمون من الصحراء فنزلوها ومدنوها، وبنوا عليها سورا من طوب.