للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورؤساءهم بالخبز والدقيق. وببلادهم يكون اللمط «١» الذي يعمل من جلوده الدرق، وهذا الحيوان المسمى باللمط دابة دون البقر لها قرون «ا» رقاق حادة تكون لذكرانها وإنائها، وكلما كبر هذا الحيوان طال قرنه حتى يكون أزيد من ٤ أشبار؛ وأجود الدرق وأغلاها ثمنا ما عمل من جلود الإناث المسنات التى قد طالت قرونها لكبر سنها حتى منعت الفحل أن يعلوها. وببلادهم أيضا الفنك الكثير، ومن عندهم تحمل جلودها إلى جميع البلاد، وعندهم الكباش الدمانية وهى على خلقته أيضا إلا أنها أعظم وشعرها كشعر المعز لا صوف عليها، وهى أحسن الغنم خلقا وألوانا. والريحان فى بلاد الصحراء وفى بلاد السوس عزيز لأن بلادهم لا تنبته، وهو عندهم من أطيب الطيب.

ومن عجائب هذه الصحراء أن بها معدن الملح «٢» تحفر عنه الأرض كما تحفر عن سائر المعادن، ويوجد هذا الملح تحت قامتين أو دونهما من وجه الأرض فيقطع كما تقطع الحجارة ويسمى هذا المعدن تاتنتال، وعليه حصن مبنى بالحجارة التى تخرج من المعدن، وجميع ما فيه من بيوت وغرف ومساكن إنما هو مبنى بحجارة الملح. وبهذا الملح يتجهز إلى بلاد السودان، غانة وغيرها، وله غلة عظيمة؛ وبإزاء معدن الملح الماء العذب الطيب، أخبرنى بذلك من عاينه.

ومعدن الملح أيضا فى بلاد جدالة بموضع يسمى وليلى «ب» «٣» على شاطئ البحر المحيط، ومن هناك تحمله الرفاق إلى ما جاوز تلك الجهة. وبقرب وليلى فى البحر جزيرة تسمى أيونا «ج» «٤» ، وهى عند المد لا يوصل إليها إلا بالمراكب