للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبرنى ثقة من التجار «ا» «١» أنه رأى بمدينة أودغست امرأة راقدة على جنبها، وكذلك يفعلن فى أكثر أحوالهن إشفاقا من الجلوس على أردافهن، ورأى ابنا لها طفلا يلعب حواليها وهو يدخل تحت خصرها ويخرج من الجهة الأخرى من غير أن تتجافى له، وذلك لعظم ردفها ورقة خصرها. ويجلب منها سودانيات طباخات محسنات، تباع الواحدة منهن ب ١٠٠ دينار كبار وأزيد، يحسن عمل الأطعمة ولا سيما أصناف الحلاوات مثل الجوزينقات، والوزينجات، والقاهريات، والكنافات والقطائف والمشهوات، وأصناف الحلاوات، فلا يوجد أحذق يصنعتها منهن. ومنها تجلب الدرق الخصيفة الجياد فإن اللمط بأرض أودغست كثير جدا. يجلب أيضا منها العنبر الطيب لقربها من البحر المحيط، ويجلب منها الذهب الإبريز الخالص خيوطا مفتولة. وذهب أودغست أجود ذهب الأرض وأصحه، وكان صاحب مدينة أودغست فى سنة ٣٥٠- ٣٦٠ (٩٦١- ٩٧١) «ب» رجل من صنهاجة، وكانت له جيوش كثيرة فدان له أزيد من ٢٠ ملكا من ملوك السودان كلهم يؤدون له الجزية. وكان عمله مسيرة شهرين فى مثلها فى عمارة متصلة، وكان يعتد فى أزيد من ٠٠٠ ر ١٠٠ نجيب فإن الخيل فى تلك البلاد قليلة، فيقال إنه غزا ملكا من ملوك السودان يقال له أوغام، فدخل بلده وأحرقها وقتل جنده والملك فى قصره ينظر إليه؛ فلما رأى ما حل فى بلده هان عليه الموت وخرج ورمى بدرقته إلى الأرض وقاتل حتى قتل. فلما عاين نساؤه ذلك تردين فى الآبار وقتلن أنفسهن بضروب من القتل أسفا على ملكهن وأنفة أن يملكهن البيضان. وبين مدينة أودغست وسجماسة نحو ٥٠ مرحلة، ومنها إلى غانة نحو ٢٠.