فارتعد، ولا يقدر على إمساكه ولو كان أشد الناس. وإذا أحدّ بحجارة هذا الجبل سكين أو سيف لا يؤثر فيه حديد أبدا، وجذب الإبر والمسال أشد جذبا من المغنطيس، ولا يبطل الثوم عمله كما يبطل المغنطيس. وحجر الجبل نفسه لا يجذب الحديد، فإن حدّ عليه الحديد، جذب ذلك الحديد «١» ؛ وهذا من العجائب.
ويقال إن نيل مصر يجرى على وجه الأرض ٧٠٠ فرسخ، ويجرى فى غير عمران مسيرة ٤ أشهر، وفى بلاد السودان مسيرة شهرين، وفى بلاد مصر «ا» مسيرة شهر، من أسوا نإلى أن يصب فى البحر بحلق رشيد بشرقى الإسكندرية «٢» . وذكر هورشيش الرومى «٣» فى تاريخه أن منبعه إلى موقعه ٩٩٠٨٣٠ ميلا «٤» . والنيل مخالف لكل نهر من أنهار الأرض: لأن كل نهر يستقبل الجنوب، والنيل يستقبل الشمال، فهو مخالف لجميع أنهار الدنيا؛ وعلة ذلك أن منبعه من الجنوب؛ قال الشاعر:
بلاد مصر شأنها عجيب ... ونيلها تجرى به الجنوب «٥»
قيل وليس فى الدنيا نهر يسمى بحرا ويمّا غير النيل؛ قال الله تعالى: «فإذا خفت