مدينة القاهرة: محدثة من بناء العبيديّين الشيعة الذين كانوا بها، بينها وبين مصر نحو ٣ أميال. وهى مدينة كبيرة فيها من القصور والمبانى ما يعجز الوصف عنه وكانت دار مملكة العبيديين. وكان الحاكم من بنى عبيد قد بنى بين الفسطاط والقاهرة مسجدا عظيما على ٣ مشاهد كانت هناك، وجعل فيه سدنة وخدما يوقدون فيه السرج الليل كله. وذكر أنه أراد أن ينقل إليه جثة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد كانت توجهت له الحيلة فى ذلك غير أن الله دفع وأظهر الله تعالى أهل المدينة على ذلك وقاية لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وردا لكيد عدوه. وذلك أن الحاكم بذل الأموال لرجال من شيعته فمشوا إلى المدينة فاشتروا دارا تلاصق مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبذلوا فيها ما لا كثيرا، وأخذوا ذرع ما بين الدار والقبر، واحتفروا سربا عظيما حتى كادوا أن يصلوا إلى القبر المكرم، فأطلع الله أهل المدينة على ذلك، فقتلوا أولئك البغاة الفسقة ومثلوا بهم وردموا ذلك الحفير بالحجارة وأفرغوا عليها الرصاص فلا يطمع فى الوصول إلى مثل ذلك طامع أبدا «١»
مدينة منف: مدينة عظيمة أزلية قديمة. وهى كانت دار مملكة الملوك القدماء «ا» ، وكان بها فرعون موسى عليه السلام. وكان اتخذ لها ٧٠ بابا وفصل حيطان المدينة بالحديد والصفر، وفيها كانت الأنهار تجرى من تحت سريره وكانت ٤ أنهار. ذكر رجل من ولد على بن أبى طالب رضه، قال: رأيت بمنف دار فرعون، وكنت أمشى فى مشارفها ومجالسها وغرفها «ب» وجميع سقائفها وحجورها فإذا ذلك كله حجر واحد منقور. فإن كان بناء قد أحكم حتى صار فى الاستواء كحجر واحد لا يستبان فيه جمع حجرين ولا ملتقى صخرتين فذلك عجب، وإن كان جبلا واحدا فنقر الرجال فيه بالمناقير حتى خرقت فيه تلك المخارق فهو أعجب وأعجب «٢» .