وإنّكما على مرّ اللّيالي ... لأبقى من فروع ابني شمام
وأنشد أبو دلف فيهما لنفسه:
ما صورتان بتدمر قد راعتا ... أهل الحجى وجماعة العشاق
غبرا على طول الزمان ومرّه ... لم يسأما من ألفة وعناق
فليرمينّ الدّهر من نكباته ... شخصيهما منه بسهم فراق
وليبلينّهما الزمان بكرّه ... وتعاقب الإظلام والإشراق
كي يعلم العلماء ألّا دائما ... غير الإله الواحد الخلّاق
وأنشد أبو الحسن العجليّ فيهما:
إنّ اللّتين صيغتا بتدمر ... وكّلتا قلبي بوجد مضمر
صوّرتا في أحسن التصوّر ... لم يرهبا كرّ صروف الأعصر
وتدمر صلحيّة صالح أهلها خالد بن الوليد.
والسواحل من حمص الستّة: كورة اللاذقيّة، وكورة جبلة، وكورة بلنياس، وكورة أنطرطوس، وكورة مرقيّة، وكاسرة، والسّقي، وحبنة، والحولة، وعملوا، ورندك، وقبراثا. وإذا عبرت الفرات جئت إلى خشاف وناعورة، ثم إلى حلب وقنّسرين وكورها، وخراج قنّسرين أربعة آلاف دينار.
وقال مشايخ أنطاكية: كانت ثغور المسلمين أيّام عمر وعثمان أنطاكية والكور التي سمّاها الرشيد العواصم وهي: كورة قورس، والجومة، ومنبج، وأنطاكية وتوزين، وبالس، ورصافة هشام، فكان المسلمون يغزون ما وراءها كغزوهم الروم، وكانت فيما بين الإسكندريّة وطرسوس حصون ومسالح للروم.
وقالوا: حمص من بناء اليونانيّين، وزيتون فلسطين من غرسهم، ومدينة حمص افتتحها خالد بن الوليد صالحهم على مائة وسبعين ألف دينار، وكانت مدينة حمص مفروشة بالصخر، وهي اليوم كذلك.
ومن عجائب حمص: صورة على باب المسجد الجامع بجنب البيعة على