حجر أبيض، أعلى الصورة. صورة إنسان، وأسفلها صورة عقرب، فإذا لدغ العقرب إنسانا فأخذ طينا، ووضعه على تلك الصورة، ثم أدافه بالماء وشربه سكن وجعه وبرئ من ساعته، ويقال: إن تلك الصورة طلسم للعقرب خاصّة، وكان فتح حمص قبل دمشق في أوّل ليلة من رجب سنة أربع عشرة.
وبدمشق لبنان وهو الجبل الذي يكون عليه العبّاد والأبدال، وعليه من كلّ الثمر والفواكه، وفيه عيون كثيرة عذبة، وهو متّصل ببلاد الروم، وعند باب دمشق جيرون، وهي من بناء سليمان بن داود، وهي سقيفة مستطيلة على عمد، وحولها مدينة تطيف بجيرون، قال أبو عبيدة: الجيرون عمود عليه صومعة، وهو من البناء المذكور، ومن البناء المذكور الأبلق الفرد والورد أيضا، قصر بناه سليمان بن داود.
قالوا: وأول من ابتنى حصن المصّيصة في الإسلام عبد الملك بن مروان على يد ابنه عبد الله، ثم بنى عمر بن عبد العزيز بها مسجدا من ناحية كفربيّا، واتّخذ فيها صهريجا وكان اسمه عليه مكتوبا، ثم إن المسجد خرب في خلافة المعتصم، وهو يدعى مسجد الحصن، وشحنوها بالرجال، وبنى المنصور فيها مسجدا جامعا في موضع هيكل كان بها، وجعله مثل مسجد عمر ثلاث مرّات، ثم زاد فيه المأمون أيّام ولاية عبد الله بن طاهر المغرب، وفرض فيها المنصور لألف رجل، وزاد فيها المهديّ ألفي رجل، ولم يعطهم شيئا لأنها قد كانت شحنت بالجند والمطّوعة.
وقال أبو النعمان الأنطاكي: كان الطريق فيما بين أنطاكية والمصّيصة مسبعة، يعرض للناس فيها الأسد، فلمّا كان أيّام الوليد بن عبد الملك شكي ذلك إليه، فوجّه أربعة آلاف جاموس وجاموسة فنفع الله جلّ وعزّ بها.
قال الواقديّ: ولمّا غزا الحسن بن قحطبة الطائيّ بلاد الروم سنة ١٦٣ في أهل خراسان والموصل والشام ومطوّعة العراق والحجاز خرج ممّا يلي طرسوس، فأخبر المهديّ ما في بنائها وتحصينها وشحنتها بالمقاتلة من عظيم الغناء عن الإسلام والكبت للعدوّ، وكان خرج في مرج طرسوس، فركب إلى مدينتها، وهي