للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرحيل إلى المدينة وكانت بالكوفة. فقالت لها أهل الكوفة: يا بنت رسول الله، أحسن الله صحابتك [٤ أ] وفعل بك وفعل. فقالت: يا أهل الكوفة! لا أحسن الله صحابتكم. فلقد قتلتم جدي عليا وعمي الحسن وأبي الحسين وبعلي مصعبا.

فأيتمتموني صغيرة وآيمتموني كبيرة. فلا أحسن الله عليكم الخلافة ولا رفع عنكم السوء.

وقال عمر بن الخطاب: أعضل بيّ أهل الكوفة ما يرضون بأمير، ولا يرضاهم (أمير) ولا يصلحون لأمير ولا يصلح لهم.

ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بلغه عن أهل الكوفة خصب وقيل له: ما تقول في الضب والنون يجتمعان في سفود؟ فقال إنكم لتنعتون أرضا برية بحرية. وأعجبه ذلك فقال: ما أراني إلّا سآتيهم فآمرهم بمعروف. فكتب إليه كعب: يا أمير المؤمنين لا تعجل فإنه بلغني أن بها الداء العضال وبها تسعة أعشار الشر. وبلغني أنه كان إذا كل شيء يتكلم اجتمع ثمانية أشياء في واد: الإيمان والحياء والهجرة والموت والغناء والعيّ والشقاء والصحة. فقال بعضهم لبعض:

تعالوا نتفرق في الأرض. فقال الإيمان: أنا ألحق بأرض اليمن. فقال الحياء: أنا معك. قالت الهجرة: أنا ألحق بأرض الشام. قال الموت: وأنا معك. قال الغنى:

أنا ألحق بأرض العراق. قال التقى: أنا معك. قالت الصحة: ما تركتم لي شيئا من البلاد إلّا وقد أخذتموه، فأنا ألحق بالبرية. قال الشقاء: وأنا معك.

وقالوا: السدير ما بين نهر الحيرة إلى النجف إلى كسكر من هذا الجانب.

وعيون «١» الطف منها مثل عين الصيد والقطقطانة والرهيمة وعين جمل وذواتها، وبها عيون كانت للموكّلين بالمسالح التي وراء خندق سابور الذي حفره بينه وبين العرب وغيرهم. وذلك أن سابور أقطعهم أرضها فاعتملوها من غير أن يلزمهم خراجا. فلما كان يوم ذي قار ونصر الله العرب بنبيه (صلى الله عليه وسلم) ، غلبت العرب على

<<  <   >  >>