أنفسهم كان أكثر. ونزلت الديادبة فعبروا إلى الجانب الآخر. وانتهى إلينا النساء.
وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا متاعهم وأموالهم وسألناهم ما الذي هزمكم من غير قتال؟ فقالوا: عرّفتنا الديادبة أن كمينا لكم قد ظهر وعلا رهجه- يريدون النساء في إثارتهن التراب- قال: فاستعمل عتبة بن غزوان زيادا على قسمة الغنائم وجمعها. ورزقه كل يوم درهما. واستجمع الناس وأقبلت أعاريب بني تميم وبكر بن وائل إلينا فصرنا ثلاثة آلاف في الديوان. فتزوجنا فكان أول مولود ولد بالبصرة عبد الرحمن بن أبي بكرة.
ثم قدم عتبة بن غزوان على عمر فأعلمه بما فتح الله عليه. فأرسل مكانه المغيرة بن شعبة فسار بنا فافتتح الفرات وميسان ودستميسان وأبرقيان. ثم وجّه مكانه أبا موسى الأشعري.
وفي بعض الجند إن أول من اختط البصرة عتبة بن غزوان في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وكانت تسمى يومئذ أرض الهند. فكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص أن حطّ قيروانك بالكوفة وابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند، فإن له من الإسلام مكانا، وقد شهد بدرا- والبصرة يومئذ تسمى أرض الهند- فينزلها ويتخذها المسلمون قيروانا. ولا تجعل [٦ أ] بيني وبينك بحرا. فدعا سعد بعتبة فأخبره بكتاب عمر فأجاب. وخرج من الكوفة في ثمانمائة رجل، فسار حتى نزل البصرة وضرب قيروانه وضرب المسلمون أخبيتهم. وكانت خيمة عتبة من أكسية.
ثم رماه عمر بالرجال. فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبع دساكر من لبن. منها في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان «١» . وفي الزابوقة واحدة. وفي بني تميم اثنتان.
وكان ذلك في سنة سبع عشرة.
وقال أبو عبيدة في روايته: الذي بصّر البصرة لعمر بن الخطاب عتبة بن غزوان كتب إلى عمر: لا بد للمسلمين من منزل إذا شتوا، شتوا فيه. وإذا رجعوا