الموسرين منهم دون المقترين من أفنائهم. ثم وجوه التجار وملوك الصيارف والبزازين والعطارين وأرباب الجواهر النفيسة وأهل الصناعات الشريفة والأغنياء جميعا من الجماعة دون الفقراء. والموسرين دون المقترين وغير المتجملين المستورين، ومن لا يشبع يده بغير الميسور من الأمر والقصد من الشأن.
وقد قلنا إن ما ببغداد من المنازل اثنا عشر ألف ألف منزل. فاجعل الآن حاجزا بين منازل الملوك والأغنياء وسائر الوجوه والكبراء من المتسعين بالنعم المعتصمين بالسعة ومن هو دونهم من الضعفاء والمتجملين أهل القناعة والمستورين لتحسن به ظنوننا ويتمكن عياره في أوهامنا وعقولنا. وهو أن نفرض لكل عشرة منازل من الطبقات الصغيرات منزلا واحدا من الطبقات العاليات.
فيكون عدد منازل الملوك والرؤساء والوزراء وسائر المتقدمين من الأغنياء العشرين جماعة منازل الناس.
فإن أتيت دون الذي جرت عادتك في الأمر وأقمت عليه من حطيطة الأضعاف وانتحلت الاستظهار ملة ودينا ومكّنت لنفسك بالظاهر يقينا، مددنا بذلك إليك يدا طالما ناولتك البعيد وسهلت لديك الصغير. وجعلنا عدة منازل الضعفاء والخاملين وأهل التجمل والمقتصد أضعاف أضعاف منازل الملوك والأشراف، فيكون إذ ذاك عدد منازل المتقدمين من عدة منازل المتأخرين كنسبة شيء إلى مثله عشرين مرة فيحصل لنا عدد هو نصف العشر من الجميع [٦٤ ب] . وقد قلنا إن عدد المنازل ببغداد اثنا عشر ألف ألف منزل. يكون نصف عشرها ستمائة ألف منزل.
وقد يجوز أن يتفق في الأعياد العظام والأفضل من الأيام في بلاد الإسلام يوم النحر أو يوم الفطر في أوان من الزمان لا تتوالد فيه الأغنام بالعراق بحيث يلابس مدينة السلام إلّا غريبا خاصا وعشيرا شاذا كشهر خرداد ماه وشهر مرداد ماه «١» . وقد امتنع علينا أن نقول إن مائدة واحدة من المقسومين على أرفع