للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجارينا ذكر شبديز فوصلنا إلى هذا الفصل: ما يكون أن تكون حجرة واحدة احتفر فيها هذه الألوان في المواضع التي احتيج إليها. ولكنه لمّا فرغ من الصورة صبغها بما احتاج إليه من الأصباغ. ثم دهنها بعد ذلك بدهن كان يقف عليه. يوهم أن ذلك الألوان خلقة في الحجر غير معالجة بشيء من الأشياء.

قال: وأنشدني أبو محمد العبدي الهمذاني لنفسه

من ناظر معتبر أبصرت ... مقلته صورة شبديز

تأمّل الدنيا وآثارها ... في ملك الدنيا أبرويز

يوقن أنّ الدهر لا يأتلي ... يلحق موجودا بمهزوز

أبعد كسرى اعتاض عن ملكه ... بخطّ رسم ثمّ مرموز

يغبط ذو ملك على عيشة ... رنق يعانيها بتوفيز

٢/٣٢ خلّ عن الدنيا فلا طائل ... فيها لذي لب وتمييز

نعمى وبؤسى أعقبت هذه ... تيك، فذو العزّ كمغروز

وأنشدني الحسين بن أبي سرح لأبي عمران الكسروي:

وهم نقروا شبديز في الصخر عبرة ... وراكبه برويز كالبدر طالع

عليه بهاء الملك والوفد عكّف ... يخال به فجر من الأفق ساطع

تلاحظه شيرين واللحظ فاتن ... وتعطو بكفّ حسّنتها الأشاجع

يدوم على كرّ الجديدين شخصه ... ويلفى قويم الجسم واللون ناصع

وقال آخر:

شبديز منحوت صخر بعد بهجته ... للناظرين فلا جري ولا خبب

[٩٧ ب]

عليه برويز مثل البدر منتصبا ... للناظرين فلا يجدي ولا يهب

وربما فاض للعافين من يده ... سحائب ودقها المرجان والذهب

<<  <   >  >>