وأخبر بعض أصحاب الأخبار أنهم وجدوا في بعض المخابئ التي في القصر المعروف بساروق، رقعة فيها كتابة بالفارسية فترجمت فكانت: وظّف الملك على أهل مرو لبناء هذه المدينة من الطين كذا وكذا ألف وقر.
قال: وإذا تفقدت طين المدينة ونظرت إلى أبنيتها القديمة رأيت الطين مختلفا ما بين أبيض وأحمر وأسود وغير ذلك.
وزعموا أن الملوك كانت توظّف على رعاياها حمل الطين في وقت والماء في وقت والآجر والحجارة في وقت إلى ما يبنونه من المدن ليعرفوا بذلك سمعهم وطاعتهم.
وعن بعض أهل همذان قال: قدمت على جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من الجبل. قال: من أي مدينة؟ قلت: من مدينة همذان. قال: أتعرف جبلها الذي يقال له راوند؟ قلت: جعلني الله فداك إنما يقال له أروند. قال: نعم. أما إن فيه عين من عيون الجنة.
قال: فأهل البلد يرون أنها الحمّة التي على قلّة الجبل. وذلك أنّ ماءها يخرج في وقت من أوقات السنة معلوم، ومنبعه من شق في صخرة. وهو ماء عذب شديد البرد يشرب منه الواحد في اليوم والليلة مائة رطل وأكثر ولا يرتوي لكثرة ما يشرب منه، بل ينفعه. فإذا تجاوزت أيامه المعدودة التي يخرج فيها، ذهب إلى وقته من العام المقبل لا يزيد يوما ولا ينقص يوما في خروجه وانقطاعه.
وقال محمد بن بشار يذكر أروند في شعر طويل [١١٢ ب] :
٢/٣٩
ولقد أقول تيامني وتشاءمي ... وتواصلي ديما على همذان
بلد نبات الزعفران ترابه ... وشرابه عسل بماء قنان
سقيا لأوجه من سقيت لذكرهم ... ماء الجوى بزجاجة الأحزان