سقيا لأروند ما أهنى المصيف به ... ظل ظليل وماء ينقع الكبدا
وتربة كسحيق المسك نكهتها ... وجيرة كبحور تقذف الزبدا
وقال آخر:
قالوا ترى النيل في مصر فتألفه ... إذا ترامى على آذيّه الزبد
٢/٤٧ فقلت أحسن من نيل بمصركم ... ماء العيون على الرضواض يطّرد
في جانبيه رياض الزهر زيّنها ... نسيم نوّارها والطائر الغرد
ترى الخزامى يناغي الأقحوان بها ... عند الغدوّ كما ناغى أبا ولد
وأنشد لوهب الهمداني:
ألقى الربيع على أروندنا خلعا ... خضرا وخلعته البيضاء قد خلعا
[١١٦ أ]
كساه ثوبا من النوّار تنسجه ... أيدي الربى روضها خفضا ومرتفعا «١»
ملاءة نسجتها ديمة فلها ... بدائع جمة قد فاقت البدعا
لها رقائق حسن ليس يفهمها ... ماذا جواهرها إلّا الذي صنعا
صفر وخضر وحمر ليس يشبه ذا ... هذا ولا ذاك هذا عند ما طلعا
للماء فيه خرير رجع نغمته ... في الروض ترجيع نشوان إذا سجعا
ترى حدائقها كالبيض لامعة ... بين الأقاحي فضاء في الرياض معا
إذا بكت مزنة من فوقها ضحكت ... شقائق أخرجت من سمطها خلعا
٢/٤٨ طور منيف عليه شملة نسجت ... خضراء فارتفعت فيه كما ارتفعا
إذا الشمال عليه جرّ أذيله ... حسبته سوق عطر بينها وضعا
فانظر إلى بطن أروند البهيّ ترى ... بابا إليه من الفردوس قد شرعا