للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألمحة برق أم شبا النار شبّها ... مقالون لم يستصحبوا بالقبائل

وما نفحة من خالص المسك علّيت ... بأطيب من أرواح تلك المنازل

إذا ما خزاماها جرى في فروعها ... بمذعورة (؟) أو بلّة بالأصائل

وقال آخر:

خليليّ قوما واشرفا القصر فانظرا ... بأعيننا هل تؤنسان لنا نجدا؟

وإنّي لأخشى إن علوناه علوة ... ونشرف بأن نزداد ويحكما وجدا

وقال آخر:

ألا أيها الركب المحثّون هل لكم ... بأهل العقيق والمنازل من علم؟

فقالوا: نعم، تلك الطلول كعهدها ... تلوح. وما يغني سؤالك عن علم

فقلت: بلى، إن الفؤاد يهيجه ... تذكّر أوطان الأحبّة والحرم

وشكا قوم من أهل خضرة «١» - وهي على ثلاث مراحل من المدينة. وكان اسمها عقرة فسماها النبي خضرة- إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وباء أرضهم فقالوا: لو تركتموها. فقالوا: معاشنا ومعاش آبائنا ووطننا. فسأل عمر رضي الله عنه الحارث بن كلدة. فقال الحارث: البلاد الوبيّة ذات الأدغال والبعوض عش الأوباء. ولكن ليخرج أهلها منها إلى ما يقاربهم من الأرض [١٢٢ أ] العذية إلى تربيع النجم وليأكلوا البصل والكراث ويباكروا السمن العربي فيشربوه وليشمّوا الطيب ولا يمشون حفاة. ولا ينامون بالنهار. فإني أرجو أن يسلموا. قال: فأمرهم عمر بذلك وأنشد:

أقول وفوق البحر تحتي سفينة ... تميل على الأعطاف كلّ مميل

ألا أيّها الركب الذين دليلهم ... سهيل اليماني دون كلّ دليل

ألمّوا بأهل الأبرقين فسلّموا ... وذاك لأهل الأبرقين قليل

<<  <   >  >>