للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبالبركة ملك بجبل يقال له سبلان ملك. وإن هؤلاء الأملاك الثلاثة مأمورون بتأييد أصحاب الجيوش.

فقال أنوشروان: لا يمكنني أن أنقل نار آذرجشنسف والبركة إلى سبلان فأجمعهنّ ثلاثتهن. فإذا فاتني هذا فإني أنقل آذرجشنسف إلى هذه البركة ليتعاون الملكان.

وأمّا نار زردشت فهي بناحية نيسابور ولم تحوّل، وهي أحد الأصول من نيرانهم.

ومما غلت فيه المجوس أيضا، نار آذرجشنسف وهي النار التي بالفراهان.

قال المتوكّلي: فحدّثني بعض المجوس ممن رآها أن مزدق «١» لمّا غلب على قباذ قال: ينبغي أن تبطل النيران كلّها إلّا الثلاث الأوائل وتنقل هذه إليهن. ففعل. فذكر أن نار آذرجشنسف خرجت حتى صارت إلى ماجشنسف بآذربيجان فاختلطت معها فكانوا إذا أضرموها ظهرت نار آذر جشنسف حمراء وظهرت ماجشنسف بيضاء إذا دسموها بالشحم. فلما قتل مزدق ٢/٧٧ ردّ الناس النيران [١٢٧ ب] إلى أماكنها فافتقدوها بآذربيجان. فلم يزالوا يقتفون أثرها حتى وقفوا على أنها رجعت إلى الفردجان. فلم تزل في هذا البيت في هذه القرية إلى سنة اثنين وثمانين ومائتين فإنه صار إليها أبزون «٢» التركي- وكان يتولى قم- فنصب على سور القرية المجانيق والعرادات حتى افتتحها وأخرب سورها وهدم البيت وأطفأ النار وحمل الكانون إلى قم فبطلت النار منذ يومئذ.

وزردشت «٣» شدّد عليهم بالوعيد لمّا رأى من برد بلادهم. ولذلك أمرهم بعبادة النيران، لأن أهل الكلام يزعمون أن زردشت جاء من بلخ فادعى الوحي وأنه

<<  <   >  >>