ثم ما قد خصّ به أهل مصر، من النيل وعجائب ما فيه من طرائف السمك والتماسيح، ولهم السمك الرعّاد إذا وقع في شبكة الصياد ارتعدت يده ولم يملك من أمره شيئا حتى يخلي هذا النوع من شبكته.
ولهم السقنقور وخاصيته في الجماع لا تدفع. ولهم الثياب الدبيقية والشطوية، والأردية التي تكاد سلوكها تختفي عمن نظر إليها. ويقال إن نساجيها أوسخ الناس وأقذرهم، وهم يأكلون الأطعمة الكريهة الروائح من السموك المملحة واللحوم الغثة ولا يغسلون أيديهم وتنتن روائحهم. وإذا قطعوا الثوب بعد ما قد ناله من وسخهم ودرن أبدانهم ما لا يوصف، وجد في نهاية الحسن وطيب الرائحة.
وكذلك أيضا نساجي الديباج بتستر وحاكة الخز بالسوس على ما وصفنا من القذر والنتن والرائحة الكريهة والوسخ، وتخرج الثياب من أيديهم وهم ينسجون هذه الثياب التي تخفى دقة من الحسن والرائحة بغير أثر ولا تغير. وهذه خاصيته يشكل أمرها على سائر من تفقدها وأراد الوقوف على العلة فيها.
ولهم أيضا ضروب أخر من الثياب، منها المسيّر، وهم أحذق الناس بعمل ثياب الصوف والأكسية.
ولهم البغال المصرية والحمر المرّيسية والثياب التنيسية والاسكندرية.
ولأهل اليمن الحلل اليمانية والثياب السعيدية والبرد العذيبية. والعدنية. وفي بلادهم الورس والكندر. ولهم النجائب المهرية والسيوف اليمانية. وفي بلادهم القردة والنسناس وغير ذلك من أنواع العجائب.
ثم العراق وسط الأرض وخزانة السلطان ودار المملكة.
وما قد أعطي أهل الكوفة من عمل الوشي والخز وغير ذلك من أنواع الثياب