يقربها. فلما تم لها شهر، ٢/٧٩ سألها أبوها عن حالها مع زوجها فأخبرته بأنها معه في أنعم عيش وأسره.
قال: ولما رأى شابور صبرها عليه وحسن خدمتها له، دنا منها فعلقت منه وولدت له ابنا.
فلمّا أتى على شابور أربع سنين، أحب الله أن يردّ ملكه عليه. فاتفق أن كان في القرية عرس اجتمع فيه رجالهم ونساؤهم. وكانت امرأة شابور تحمل طعامه إليه في كل يوم. ففي ذلك اليوم اشتغلت عنه إلى بعد العصر لم تحمل إليه شيئا ولا أصلحت له شيئا. فلما كان بعد العصر ذكرته فبادرت إلى منزلها وطلبت شيئا تحمله إليه فلم تجد إلّا رغيفا واحدا من جاورس «١» ، فحملته إليه وأدنته منه وهو يسقي الزرع وبينها وبينه ساقية ماء. فلما وصلت إليه لم تقدر على عبور الساقية.
فمدّ إليها سابور [١٣٣ أ] المرّ «٢» الذي كان يعمل به، فجعلت الرغيف عليه. فلما وضعه بين يديه وكسره وجده شديد الصفرة ورآه على الحديد فذكر قول المنجمين- وكانوا قد حدّدوا له الوقت- فتأمله فإذا هو قد انقضى. فقال للمرأة: اعلمي أيتها المرأة أني سابور، وقصّ عليها قصته ثم اغتسل في النهر وأخرج شعره من الرباط الذي كان قد ربطه عليه وقال لامرأته: قد تمّ أمري وزال شقائي. وصار إلى منزله وأمرها أن تخرج إليه الجراب الذي فيه تاجه وثيابه، فأخرجته إليه فلبس التاج وثياب الملك. فلما رآه أبو الجارية كفّر له وسجد بين يديه وحيّاه بتحية الملك.
قال: وكان سابور قد عهد إلى وزرائه وعرّفهم ما قد امتحن به من الشقاء وذهاب الملك وأنّ مدة ذلك كذا وكذا سنة، وبيّن لهم الموضع الذي يوافونه إليه عند انقضاء شقائه وزوال البلاء عنه وأعلمهم الساعة التي يقصدونه فيها. فأخذ مقرعة كانت معه ودفعها إلى أبي الجارية وقال له: علّق هذه على باب القرية واصعد السور وانظر ما ترى. ففعل ذلك وصبر ساعة ثم نزل فقال: أرى أيها الملك