زنجان ضياعهم تعززا به ودفعا لمكروه الصعاليك وظلم العمال عنهم وكتبوا له عليها الأشرية «١» وصاروا له فلاحين.
وكان القاقزان عشريا لأن أهله أسلموا عليه وأحيوه بعد الإسلام، فألجأوه أيضا إلى القاسم على أن جعلوا له عشرا ثانيا سوى عشر بيت المال ٢/١٢٤ فصار في الضياع أيضا.
ولم تزل دستبى على قسميها: بعضها إلى الري وبعضها إلى همذان إلى أن سعى رجل من ساكني قزوين من بني تميم يقال له حنظلة بن خالد ويكنى أبا مالك، في أمرها، حتى صيرت كلها إلى قزوين. فسمعه رجل من أهل قزوين وهو يقول: كوّرتها وأنا أبو مالك. فقال له بل أتلفتها وأنت أبو هالك «٢» .
وقد روت الحشوية في فضائلها أخبارا كثيرة لا يصححها الثقات والحفاظ [وأنا أوردها هنا]«٣» لتكون فائدة في الكتاب.
قال أبو مجالد الصنعاني: قزوين وعسقلان العروسان [١٤٧ أ] شهداؤهما تزف إلى الله يوم القيامة.
وروي عن أبي هريرة [وابن عباس]«٤» قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوما فرفع بصره إلى السماء كأنه يتوقع شيئا ثم بكى حتى جرت دموعه على خده وجعلت تقطر من أطراف لحيته وهو يقول: رحم الله إخواني بقزوين- ثلاث مرات-. قلنا: يا رسول الله، من إخوانك بقزوين الذين رققت لذكرهم وترحّمت عليهم، وما قزوين هذه؟ قال: هي مدينة من أرض الديلم وستفتح عليكم ويكون بها رباط.