للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢/١٢٣ وولي سعيد بن العاص بن أمية بعد الوليد، فغزا الديلم ومصر وقزوين فصارت مغزى أهل الكوفة.

وكان موسى الهادي لما صار إلى الري أتى قزوين وأمر ببناء مدينة إزاءها فهي تعرف بمدينة موسى. وابتاع أرضا تدعى رستم آباذ فجعلها وقفا على مصالح المدينة. وكان عمرو الرومي يتولاها، ثم تولاها من بعده محمد بن عمرو. وكان مبارك التركي بنى حصنا بها وسماه المباركية وبه قوم من مواليه.

وحدث محمد بن هارون الأصبهاني «١» قال: اجتاز الرشيد بهمذان وهو يريد [١٤٦ ب] خراسان، فاعترضه أهل قزوين وأخبروه بمكانهم من بلد العدو وعنائهم في مجاهدتهم وسألوه النظر لهم وتخفيف ما يلزمهم من عشر غلاتهم في القصبة، فسار إلى قزوين ودخلها وبنى مسجد جامعها واسمه إلى اليوم مكتوب على بابه في لوح حجر. وابتاع بها حوانيت ومستغلات وأوقفها على مصالح المدينة وعمارة قبتها وسورها فهي تنفق عليها ويبنى منها ما استرمّ بغلتها إلى هذا الوقت.

قال: وصعد في بعض الأيام القبة التي على باب المدينة وهي عالية جدا، فأشرف على الأسواق، ووقع النفير في ذلك الوقت، فنظر إلى أهلها وقد أغلقوا حوانيتهم وأخذوا سيوفهم وتراسهم وجميع أسلحتهم وخرجوا على راياتهم وساروا نحو العدو. فاستحسن ذلك منهم وأشفق عليهم وقال: هؤلاء قوم مجاهدون يجب أن ننظر لهم. فاستشار خواصه في ذلك، فكل واحد منهم أشار بما عنده فقال هو:

أصلح ما يعمل بهؤلاء أن يحط عنهم الخراج وتجعل لهم وظيفة القصبة. فجعلها عشرة آلاف درهم في كل سنة مقاطعة.

وكان القاسم بن الرشيد «٢» ولي جرجان وطبرستان وقزوين، فألجأ إليه أهل

<<  <   >  >>