فلما رأوا ذلك أسلموا «١» وأقاموا بمكانهم فصارت أرضهم عشرية.
فرتّب البراء فيهم خمسمائة رجل من المسلمين منهم: طلحة بن خويلد الأسدي وميسرة العائذي وجماعة من بني تغلب [على دستبى وقزوين، فتناسلوا هناك فأولادهم وأولاد أولادهم إلى اليوم فيها، قد توارثوا الضياع- وكانت قبالة من السلطان في أيديهم الخمسين السنة والأقل والأكثر- إذ كانت]«٢» أرضين وضياعا لا حق فيها لأحد. فعمروها وأجروا أنهارها وحفروا آبارها فسمّوا تنّاءها.
وكان نزولهم على ما نزل عليه أساورة البصرة على أن يكونوا مع من شاءوا. وصار جماعة منهم إلى الكوفة وحالفوا زهرة بن حوية، فسمّوا حمراء الديلم، وأقام أكثرهم بمكانهم فهم هناك إلى وقتنا هذا.
قال: وأنشدني رجل من أهل قزوين لجدّ أبيه- وكان ممن قدم مع البراء بن عازب لقتال الديلم-:
قد تعلم الديلم من تحارب ... لمّا آتى في جيشه ابن عازب
بأنّ ظن المشركين خائب ... فكم قطعنا في دجى الغياهب
من جبل وعر ومن سباسب ثم غزى البراء الديلم حتى أدوا الجزية. وغزا الجيل والببر والطيلسان وفتح زنجان عنوة.
وولي الوليد بن عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية الكوفة [لعثمان بن عفان، فغزا الديلم مما يلي قزوين، وغزا آذربيجان وجيلان وموقان والببر وطيلسان]«٣» ثم انصرف.