للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بنداد هرمزد وبنداسفجان، دروب ومضايق ممتنعة، وفي تلك الدروب تسلك القوافل للتجارات إلى طبرستان.

فأظهر المازيار لولد شروين من البرّ والإكرام والحيل بما أنسوا به واطمأنوا إليه. وكان إذا قدم عليه القادم منهم برّه ووصله وحمله وكساه.

٢/١٥١ ثم إنه أظهر غزو الديلم وذكر أنه يقيم على بلدهم حتى يفتحه. وبنى المساجد في مدنه وعمل بفريم منبرا ومكث على ذلك سنة أو نحوها ثم كتب إلى عامل خراسان يسأله أن يبعث إليه بألفي بعير لحمل السلاح ولغيره لغزو الديلم، فلم يشك أنه مجمع على ذلك. وكتب إلى ولد شروين يسألهم أن يخرجوا معه.

وأمر بإخراج منبر إلى آرم وأمر الناس أن يجتمعوا فاجتمعوا وحضر ولد شروين، فخطبهم الفقيه. فلما فرغ [١٥٠ أ] [من الخطبة أمره بالانصراف إلى سارية، وأمر من حضر من ولد شروين وغيرهم أن يحضروا منزله فحضروا مستبشرين، فلما صاروا إلى منزله وحضر طعامه، أمر بأخذ سلاحهم وقتلهم جميعا. وترك الخروج إلى الديلم، ثم وجه في هذا الوقت بالسري قائدا في عشرين ألف رجل ودفع إليهم المرور والمعاول وأمر القائد أن يسير حتى ينتهي إلى الديلم وقال: أمّا أن تخرجوا إلى طاعتي أو تدفعون إليّ رهائنكم وإلّا قتلتكم وقلعت منازلكم.

فأعطوه الطاعة ودفعوا إليه الرهائن، ٢/١٥٢ ثم أمر أولئك المستأمنة أن يخرج منهم عشرة آلاف رجل فيخربوا مدينة الرئاسة ففعلوا ذلك.

وهؤلاء المستأمنة في رستاق عظيم يقال له مزن. وإلى هذا الموضع كان انتهى عمرو بن العلاء. ومنه كانت تغزو ولاة طبرستان الديلم. وهم يتصلون بالديلم وقزوين والباب الأبواب وبلاد بابك.

وهؤلاء المستأمنة ان رأوا للمسلمين قوة كانوا معهم، وإن رأوا للعدو قوة كانوا معهم.

وبعد هذا الموضع جبل يتصل بقزوين وبلاد بابك يكون نحوا من عشرين

<<  <   >  >>