للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب مدينة جرجان فهزمه وقتل خلقا من أصحابه، ووجد محمد بن زيد قتيلا وأسر ابنه زيد، [وذلك يوم الجمعة لخمس خلون من شوال سنة ٢٨٧] «١» ، ولم يردّ أصحابه من الهزيمة شيء حتى وافوا طبرستان فلما اجتمعوا بها تشاوروا واتفق رأيهم على أن يجعلوا الأمر للمهدي بن زيد بن محمد- وهو يومئذ صبي لم يبلغ [١٥٣ أ] وعملوا أن يفعلوا ذلك يوم الجمعة ونادوا في الناس أن يجتمعوا للبيعة.

وكان في القوّاد رجل «٢» يعرف بالزرّاد قد طابقهم على ما أجمعوا عليه. فلما قربوا من باب المسجد، نشر الزراد أعلاما سودا ووضع في أصحاب محمد بن زيد السيف فقتل منهم خلقا وخطب للمعتضد بالله على منابر طبرستان وذلك في ذي القعدة سنة سبع وثمانين ومائتين.

فكان بين أول ولايتهم إلى أن خرجت عنهم سبع وعشرون «٣» سنة.

قالوا: ومن عجائب طبرستان دويبة سوداء برّاقة ٢/١٦٠ تظهر في أيام العنب فقط وتكون في عناقيده قدرها دون الخنصر طولا وفوق الخيط الدقيق جسما، فيها خطوط بيض يسميها الناس ذات ألف قائمة، ولها قوائم دقاق قصار نابتة على بطنها في صفوف فإذا تحركت فكأنها أمواج [تضطرب] وتذكر النساء ان من شربت منها شيئا منعها عن الحبل.

وبطبرستان أيضا دابة في عظم الثعلب لها شعر كشعر الدلق وجناحان لاصقان بها كأجنحة الخفاش ولها أنياب وطعامها الثمر تطير من شجرة إلى شجرة كما يطير الطائر.

قال: وأخبرني سليمان بن يحيى أنه رأى ثعلبا حمل من خراسان إلى المتوكل، له جناحان يطير بهما.

قال علي بن ربن «٤» كاتب المازيار كان بطبرستان طائر يسمونه كنكر يظهر

<<  <   >  >>