وأما أرمية فمدينة قديمة يزعم المجوس أن زردشت صاحبهم منها، وكان صدقة بن عليّ مولى الأزد غلب عليها وبنى بها قصورا، وأما تبريز فنزلها الرّوّاد الأزديّ ثم الوجناء بن الروّاد، وبنوا بها وحصّنوها بسور فنزلها الناس معه، وأما الميانج وجيلبايا فمنازل الهمدانيّين، وأما كورة برزة فللأوديّين، وأما نريز فكانت قرية لها قصر قديم متشعّث، فنزلها مرّ بن عمرو الموصليّ الطائيّ، فبنى بها وسكنها وولده، فصاروا يتولّونه دون عامل آذربيجان، وأما سراة ففيها جماعة من كندة من ولد من كان مع الأشعث بن قيس.
وروى مكحول الشاميّ قال: أسرع الأرض خرابا أرمينية، قيل: وما يخربها؟
قال: سنابك الخيل كأني ٢/١٢٨ أنظر إلى خلاخيل نساء قيس تضطرب فدار فيها الخيل.
وحدّ آذربيجان من حدّ برذعة إلى حدّ زنجان، ومن مدنها: بركري، وسلماس، وموقان، وخويّ، وورثان، والبيلقان، والمراغة، ونريز، وتبريز، ويتّصل الحدّ الثاني من الجانب الشرقيّ ببلاد الديلم، والطّرم، وجيلان، ومن مدنهم: برزة، وسابرخاست، والخونج، والميانج، ومرند، وخويّ وكولسره، وبرزند، وكانت خرابا فمدّنها الأفشين ونزلها، والطريق من برزند إلى ورثان وهي آخر عمل آذربيجان اثنا عشر فرسخا، ومنها: جنزة، وجابروان، وأرمية مدينة زردشت، والشيز وبها بيت نار آذرجشنس، وهو عظيم القدر عند المجوس، ورستاق السّلق، ورستاق سندبايا، والبذّ، ورستاق ما ينهرج، ورساتيق أرم، وخراج آذربيجان ألفا ألف درهم، وورثان آخر عمل آذربيجان من ذلك الوجه