للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جبل، يدخل الماء في مؤخّره، وينحطّ من فيه إلى ذلك الدردور، فبينا هم كذلك إذ بعث الله جلّ وعزّ بقرش- سمكة أعظم من التنّين- ينساب على الماء، فطفرت في فم الأسد وسكن الدردور ونفذت السفن حتى وصل إلى ما أراد، وانصرف إلى جرجان وقضى نذره.

وذكر أحمد بن واضح الأصبهانيّ أنه أطال المقام ببلاد أرمينية، وأنه كتب لعدّة من ملوكها وعمّالها، ٢/١٣٤ وأنه لم ير بلدا أكثر خيرا، ولا أعظم حيوانا منها، وذكر أن عدّة ممالكها مائة وثلاث عشرة مملكة، منها: مملكة صاحب السرير بين اللان وباب الأبواب، وليس إليها إلّا مسلكان: مسلك إلى بلاد الخزر، ومسلك إلى بلاد أرمينية، وهي ثمانية عشر ألف قرية، وأرّان أوّل مملكة بأرمينية فيها أربعة آلاف قرية، وأكثرها قرى صاحب السرير.

[وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق، فيها حصون كثيرة منها: باب صول، وباب اللان، وباب الشابران، وباب لازقة، وباب بارقة، وباب سمسجن، وباب صاحب السرير، وباب فيلانشاه، وباب طارونان، وباب طبرسران شاه، وباب إيران شاه.

وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدّث به أبو العباس الطوسي «١» قال: هاجت الخزر مرة في أيام المنصور فقال لنا: أتدرون كيف بناء أنوشروان الحائط الذي يقال له الباب؟ قلنا: لا. قال: كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل. فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوّجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما. فلما أجابه إلى ذلك، عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجّه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمّل معها ما يحمل مع بنات الملوك. وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته. فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر: لو التقينا فأوجبنا المودة

<<  <   >  >>