وقاليقلا امرأة بنت مدينة قاليقلا فنسبت إليها، ومعنى ذلك إحسان قالي، وأما بحيرة الطّريخ فلم تزل مباحة حتى ولي محمّد بن مروان بن الحكم الجزيرة وأرمينية فحوى صيدها، ثم صارت لمروان بن محمّد فقبضت عنه.
وفتح حبيب بن مسلمة لعثمان بن عفّان من أرمينية مدنا كثيرة، وولى عبد الله بن حاتم بن النعمان بن عمرو الباهليّ من قبل معاوية، ثم وليها ابنه عبد العزيز، فبنى مدينة دبيل إلى مدينة برذعة ومدنا كثيرة، ففتح حبيب بن مسلمة لعثمان بن عفّان من أرمينية: جراخ، وكسفر، وكسال، وخنان، وسمسخي، والجردمان، وكسفى بيس، وشوشيت، وبازليت صلحا، على أن يؤدّوا أتاوة عن رؤوسهم وأراضيهم، وصالح الصّناريّة، وأهل قلرجيت والدّودانيّة على أتاوة.
وكانت شمكور مدينة قديمة فوجّه إليها سلمان بن ربيعة من فتحها، فلم تزل مسكونة حتى أخربها الساورديّة «١» ، ٢/١٣٦ قوم تجمّعوا أيّام انصراف يزيد بن أسيد «٢» عن أرمينية، فغلظ أمرهم وكثرت نوائبهم، ثم إن بغا مولى المعتصم بالله عمرها وحصّنها ونقل إليها التجّار وسمّاها المتوكّليّة «٣» . وفتح سلمان بن ربيعة مدينة البيلقان صلحا، ووجّه خيله ففتحت سيسر، والمسقوان، وأوذ، والمصريان، والمهرجليان، وهي رساتيق عامرة وفتح غيرها من أرّان، ودعا أكراد البلاسجان إلى الإسلام فقاتلوه فظفر بهم فأقرّ بعضهم بالجزية وأدّى بعضهم الصدقة، ثم سار سلمان إلى مجمع الكرّ والرّسّ خلف برديج، فعبر الكرّ ففتح قبلة وصالحه شكّن والقميبران، وخيزان، وملك شروان، وسائر ملوك الجبال، وأهل مسقط والشابران، ومدينة الباب، ثم أغلقت هذه بعده، ولقيه خاقان في خيوله خلف نهر