للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المهندمة لا يقلّ أصغرها خمسون رجلا وقد أحكمت بالمسامير والرصاص. وجعل في هذه السبعة فراسخ، سبعة مسالك على كل مسلك مدينة. ورتّب فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم الانشاستكين.

وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور، مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون.

وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط أسطوانتين من حجر على كل اسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض، وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبؤتين، وبقرب الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب ٢/١٣٥ في فمه عنقود عنب، وإلى جانب المدينة صهريج معقود له درجة تنزل إلى الصهريج منها إذا قلّ ماؤه، وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من حجارة يقولون إنهما طلسمان للسور.

وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتجاوز الحصنين وبلنجر ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه- وكانوا أربعة آلاف- فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليين يفتخر بهما:

وإنّ لنا قبرين: قبر بلنجر ... وقبر بصين استان يا لك من قبر

فهذا الذي بالصين عمّت فتوحه ... وهذا الذي يسقى به سبل القطر] «١»

<<  <   >  >>