للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بناه ذو القرنين بيننا وبين يأجوج ومأجوج قد انفتح، فطلب رجلا يخرجه إلى الموضع فيستخبر خبره.

فقال أشناس «١» : ما هاهنا أحد يصلح إلّا سلّام الترجمان- وكان يتكلم بثلاثين لسانا- قال: فدعا بي الواثق وقال: أريد أن تخرج إلى السدّ حتى تعاينه وتجيئني بخبره. وضمّ إليّ خمسين رجلا شباب أقوياء ووصلني بخمسة آلاف دينار، وأعطاني ديتي عشرة آلاف درهم. وأمر فأعطي كل رجل من الخمسين ألف درهم ورزق سنة، وأمر أن يهيأ للرجال اللبابيد وتغشى بالأديم واستعمل لهم الكستبانات»

بالفراء والركب الخشب وأعطاني مائتي بغل لحمل الزاد والماء.

فشخصنا من سر من رأى بكتاب من الواثق بالله إلى إسحاق بن إسماعيل صاحب أرمينية وهو بتفليس في انفاذنا. وكتب لنا إسحاق إلى صاحب السرير.

وكتب لنا صاحب السرير إلى ملك اللان إلى فيلان شاه. وكتب لنا فيلان شاه إلى طرخان ملك الخزر.

فأقمنا عند ملك الخزر يوما وليلة حتى وجّه معنا خمسة أدلّاء فسرنا من عنده ستة وعشرين يوما، فانتهينا إلى أرض سوداء منتنة الرائحة. وكنا قد تزودنا قبل دخولها خلّا نشمه من الرائحة المنكرة. فسرنا فيها عشرة أيام ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها عشرة أيام، ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها عشرين يوما.

فسألنا عن حال تلك المدن فخبّرنا أنها المدن التي كان يأجوج ومأجوج يتطرقونها فخربوها.

ثم صرنا إلى حصون بالقرب من الجبل الذي في شعبة منه السد وفي تلك

<<  <   >  >>