للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية، مسلمون يقرءون القرآن لهم كتاتيب ومساجد فسألونا من أين أقبلنا، فأخبرناهم إنّا رسل أمير المؤمنين. فأقبلوا يتعجبون ويقولون أمير المؤمنين! فنقول نعم. فقالوا: شيخ هو أم شاب؟ فقلنا شاب. فعجبوا أيضا فقالوا: أين يكون؟ فقلنا بالعراق في مدينة يقال لها سرّ من رأى. فقالوا: ما سمعنا بهذا قط.

وبين كل حصن من تلك الحصون إلى الحصن الآخر فرسخ إلى فرسخين أقل وأكثر.

ثم صرنا إلى مدينة يقال لها إيكة، تربيعها عشرة فراسخ ولها أبواب حديد يرسل الأبواب من فوقها وفيها مزارع وأرحاء داخل المدينة وهي التي كان ينزلها ذو القرنين بعسكره. بينها وبين السدّ مسيرة ثلاثة أيام وبينها وبين السدّ حصون وقرى حتى تصير إلى السد في اليوم الثالث. وهو جبل مستدير ذكروا أن يأجوج ومأجوج فيه وهما صنفان، ذكروا أن يأجوج أطول من مأجوج. ويكون طول أحدهم ما بين ذراع إلى ذراع ونصف وأقل وأكثر.

ثم صرنا إلى جبل عال عليه حصن. والسد الذي بناه ذو القرنين هو فجّ بين جبلين عرضه مائتا ذراع وهو الطريق الذي يخرجون منه فيتفرقون في الأرض.

فحفر أساسه ثلاثين ذراعا إلى أسفل وبناه بالحديد والنحاس حتى ساقه إلى وجه الأرض ثم رفع عضادتين مما يلي الجبل من جنبتي الفج، عرض كل عضادة خمس وعشرون ذراعا ونصفا في ذراع ونصف في سمك أربع أصابع، ودروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعا قد ركب على العضادتين على كل واحدة بمقدار عشر أذرع في عرض خمس أذرع وفوق الدروند بناء بذلك اللبن الحديد في النحاس إلى رأس الجبل، وارتفاعه مدّ البصر يكون البناء فوق الدروند نحوا من ستين ذراعا، وفوق ذلك. شرف حديد في طرف كل شرفة قرنتان تنثني كل واحدة منهما على الأخرى، طول كل شرفة خمس أذرع في عرض أربع أذرع، وعليه سبع وثلاثون شرفة. وإذا باب حديد بمصراعين معلقين عرض كل مصراع خمسون ذراعا في ارتفاع خمس وسبعين ذراعا في ثخن خمس أذرع وقائمتاهما في

<<  <   >  >>