للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصيف. يلبس الرجل منهم خمس سراويلات حرير لندوة أسفلهم. فأما هواؤهم، فحارّ، ولا يعرفون العمائم، وطعامهم الأرزّ، وملوكهم يأكلون خبز الحنطة واللحم، وليس فيهم كثير نخل، ويعمل نبيذهم، من الأرزّ، ولا يستنجون بالماء، ويأكلون الميتة، ونساؤهم يكشفن رؤوسهن، ويجعلن فيها الأمشاط.

فربّما كان في رأس واحدة منهن عشرون مشطا من عاج، والرجال يغطّون رؤوسهم بشبه القلانس، وأهل الصين يلوطون بغلمان قد أقيموا لذلك بمنزلة الزواني للهند.

وحيطان أهل الصين الخشب، وأكثرهم لا لحى لهم، حتى كأنهم لم تخلق لهم لحى. وأهل الصين يعبدون الأوثان، ولهم كتب لأديانهم.

والهند لا يأكلون الحنطة، إنما يأكلون الأرزّ فقط، وتطول لحاهم حتى ربّما رأيت لأحدهم لحية ثلاثة أذرع، وإذا مات أحدهم حلق رأسه ولحيته، وهم يتلازمون بالحقوق، ويمنعون في الملازمة الطعام والشراب سبعة أيّام، وأهل الهند يقتلون ما أرادوا أكله ولا يذبحونه، يضربون هامته حتى يموت، ثم يأكلونه، ولا يغتسلون من جنابة، ولا يأتون النساء في محيض، وأهل الصين يأتون لأن آئينهم آئين المجوس. وأهل الهند لا يأكلون حتى يستاكوا ويغتسلوا، ولا يفعل ذلك أهل الصين، وبلاد الهند أوسع من بلاد الصين أضعافا، وبلاد الصين أعمر وليس لهم عنب، وليس بالبلدين جميعا نخل، وللهند السحر وهم جميعا يقولون بالتناسخ، ويختلفون في فروع دينهم، وأهل الهند أطبّاء حكماء منجّمون، ولهم خيل قليلة، وملوكهم لا يرزقون جندهم، إنما يدعوهم الملوك إلى الجهاد فيخرجون بنفقات أنفسهم. والهند لا مدائن لهم، ويلبسون القرطين ويتحلّون بأسورة الذهب الرجال والنساء، والهند تبيح الزنا ما خلا ملك قمار، فإنه يحرّم الزنا والشراب [وملكها يعاقبهم على شرب الخمر، فيحمي الحديدة بالنار وتوضع على بدن الشارب ولا تترك إلى أن تبرد. فربما يفضي إلى التلف. وينسب إليها العود القماري] «١» . وبلاد الصين أنزه وأحسن، ومدنهم عظيمة مشرفة محصنة مسوّرة، وبلادهم أصحّ وأقلّ أمراضا، وأطيب، لا تكاد ترى بها أعور ولا أعمى ولا ذا عاهة، ولهم عطاء

<<  <   >  >>