كديوان العرب «١» . ويقال إن بين الهند والصين ثلاثين ملكا، أصغر ملك بها يملك ما يملكه ملك العرب، وملوك الهند كلّهم يلبسون الحلي. وفي بلاد الهند مملكة يقال لها رهمى على ساحل البحر، وملكتهم امرأة وبلادها وبيّة، ومن دخل إليها من سائر الهند مات، فالتجّار يدخلونها لكثرة أرباحها، ثم تصير إلى بلاد الزابج، فلملك الكبير يقال له المهراج، تفسيره ملك الملوك، وليس بعده أحد، لأنه في آخر الجزائر، وهو ملك كثير الخير، وفيها غيضة فيها ورد، إذا أخرج من الغيضة احترق.
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: فيما بين السند والهند أرض يقال لها كنام فيها بطّة من نحاس على عمود من نحاس، فإذا كان يوم عاشوراء نشرت البطّة جناحها، ومدّت منقارها، فيفيض من الماء ما يكفي زروعهم ومواشيهم وضياعهم إلى العام المقبل. وقمار من بلاد الهند، وأهل الهند تزعم أن أصل كتب الهند من قمار، وملكه مسيرة أربعة أشهر، وعبادتهم الأصنام كلّهم. وملك قمار يفترش أربعة آلاف جارية والعنبر يؤتى به من جزيرة شلاهط، والفلفل من ملي وسندان، والبقّم من ناحية الجنوب من شلاهط، والقرنفل والصندل والكافور وجوزبوا من الزابج، وهو من ناحية القبلة بقرب الصين من بلد يقال له فنصور، وماء الكافور والنيل من ناحية السند، والخيزران من بلد يقال له لنكبالوس وكله من ناحية خراسان، والقنى من عمان، والياقوت والألماس من سرنديب، وكذلك الكركدن والطاوس والببغاء والدجاج السنديّ وجميع أنواع العطر والصّيدلة.
قالوا: ومبدأ بحر الصين من جبل قاف إلى أن يجيء إلى عبّادان والبصرة، وأول البحار التي تسلك إلى بلاد الصين بحر صنجى، وأوّل جبل فيه يدعى صندرفولات، وفيه حيّات ربّما ابتلعت البقر والرجل، فهو أشدّ البحار كلّها، وهو قليل المسافة، وعلى الجبل من الصيّادين خلق لهم شباك يكون في قعر البحر، فأهل المركب إذا رأوا بلاد الصين سألوا الصيّادين عن الريح فيخبرونهم بهيجان