للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأزرت مرو من أيّ السرايا ... وأبقت عبرة للغابرينا

وسميت مرو الشاهجان لأنها كانت للملك. ٢/١٦٨ ومعنى هذه الكلمة أنها روح الملك [١٥٨ ب] لأن الشاه، الملك. والجان، الروح. فقيل مزح الروح.

وسميت مرو الروذ لأنه لم يكن بها بناء. فبعث إليها كسرى ناسا من أهل السواد عليهم رجل يقال له بهرامية، فبنوها وسكنوها.

ولما غلب أردشير على ملك النبط فرأى جمالهم وعقولهم قال: ما أخوفني إن حدث بي حدث أن يعود الملك إلى هؤلاء. ففرض لهم فرضا وبعث منهم بعوثا وأغزاهم خراسان وفرّقهم في البلاد، إلّا من ليست عليه منهم مؤونة «١» من أهل الذلة. فأهل مرو من النبط.

وعن قتادة في قول الله تعالى لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها

. قال: أم القرى بالحجاز، مكة. وبخراسان، مرو.

ولما ملك طهمورث بنى قهندز مرو وبنى مدينة بابل ومدينة ابرايين- وهي بأرض قوم موسى- وبنى مدينة بالهند في رأس جبل يقال له أوق.

وأمرت خماني بنت أردشير بن إسفنديار لما ملكت ببناء الحائط الذي حول مرو.

ويقال إن طهمورث لمّا بنى قهندز مرو، بناه ألف رجل وأقام لهم سوقا فيها الطعام والشراب. فكان إذا أمسى الرجل أعطي درهما فاشترى طعامه وجميع ما يحتاج إليه، فتعود الألف الدرهم إليه. فلم يخرج في البناء إلّا الألف درهم.

وكان بمرو بيت كبير يقال له كي مرزبان. ٢/١٦٩ فإذا ارتفع عن الأرض مقدار قامة، كان محمولا إلى السقف على أربعة صور. وفي جوانبه رجلان وامرأتان. وكانت فيه صورة عجيبة لا يدرى ما هي. فجاء قوم فادعوا أنه لهم وأن أباهم بناه، فنقضوه وأبلغوا بما فيه من الخشب وما كان في صوره من الذهب. وكان بيتا

<<  <   >  >>