للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأموره وجعلهم موضع سرّه واتخذ منهم الكتّاب والوزراء والأصحاب والندماء فصاروا به أسعد من يبذل في التمهيد المهجة والمال.

وهؤلاء الذين ذكرناهم، هم المشهورون من الناس. فأما من خفي أمره ودخل في جملة الناس فلا حاجة بنا أن نقص عاليه ولا نذكر أوله وآخره، فنجعله خصما وهو مسلم، ويفتح له بالمثل أولئك الطاعنون على العرب. وقد قال الأول:

كفاني نقصا أن أجرّ عداوة ... بقول أرى في غيره متوسعا

وذكر علي بن محمد المدائني «١» أن أول فتوح خراسان الطبسين وهما بابا خراسان. فتحهما عبد الله بن بديل بن ورقاء في ولاية عثمان بن عفان. وإياهما عنى مالك بن الريب:

لعمري لئن غالت خراسان هامتي ... لقد كنت عن بابي خراسان نائيا

دعاني الهوى من أهل ودّي ولحمتي ... بذي الطبسين فالتفتّ ورائيا

[ومن الري إلى دامغان ثمانون فرسخا. ومن دامغان إلى نيسابور مثل ذلك] «٢» . فكان من الري إلى نيسابور مائة وستون فرسخا. ولنيسابور قهندز وهي أحد كور خراسان الجليلة، ولها من المدن: زام، وباخرز، وجوين، وبيهق، [ولها اثنا عشر رستاقا، في كل رستاق مائة وستون قرية] «٣» .

ومن نيسابور إلى سرخس أربعون «٤» فرسخا. ومن سرخس إلى مرو مدينة خراسان ثلاثون «٥» فرسخا وتسمى مرو الشاهجان. قال:

<<  <   >  >>