ومنها الاسكندرية التي في بلاد السقوياسيس. ومنها الاسكندرية التي على شاطئ النهر الأعظم. ومنها الاسكندرية التي بأرض بابل. ومنها الاسكندرية التي في بلاد السغد وهي سمرقند. ومنها الاسكندرية التي تدعى مرغيلوس وهي مرو. ومنها الاسكندرية التي في مجاري الأنهار بالهند. ومنها الاسكندرية العظمى التي في بلاد مصر. ومنها الاسكندرية التي سميت كوش وهي بلخ.
فهذه مدائنه التي بناها، ومات ببابل مسموما.
وببلخ، النوبهار، وهو من بناء البرامكة. ٢/١٧٢ قال عمر بن الأزرق الكرماني:
كانت البرامكة أهل شرف على وجه الدهر ببلخ قبل ملوك الطوائف. وكان دينهم عبادة الأوثان. فوصفت لهم مكة وحال الكعبة بها وما كانت قريش ومن والاها من العرب تدين به. فاتخذوا بيت النوبهار مضاهاة لبيت الله الحرام. ونصبوا حوله الأصنام وزينوه بالديباج والحرير وعلقوا عليه الجواهر النفيسة.
وتفسير النوبهار: الجديد. وكانت سنّتهم إذا بنوا بناء حسنا أو عقدوا طاقا شريفا أن يكلّلوه بالريحان، يتوخّون بذلك أول ريحان يطلع في ذلك الوقت. فلما بنوا ذلك البيت جعلوا عليه أول ما ظهر من الريحان- وكان البهار- فسمّي نوبهار.
وكانت العجم تعظّمه وتحج إليه وتهدي له وتلبسه أنواع الثياب وتنصب على قبته الأعلام. وكانوا يسمون قبته الأستن. وكانت مائة ذراع في مثلها، وارتفاعها فوق المائة ذراع بأروقة مستديرة حولها. وكان حول البيت ثلاثمائة وستون مقصورة يسكنها خدّامه [١٦١ أ] وقوّامه وسدنته. وكان على كل أهل مقصورة من تلك المقاصر، خدمة يوم ثم لا يعودون إلى الخدمة حولا.
ويقال إن الريح كانت ربّما حملت الحرير من العلم الذي فوق القبة فتلقيها بالترمذ، وبينهما اثنا عشر فرسخا.
وكانوا يسمون السادن الأكبر برمكا لأنهم شبّهوا البيت بمكة وقالوا: سادنه برمكة. فكان كل من ولي منهم السدانة يسمى برمكا.
وكانت ملوك الهند والصين وكابل شاه وغيرهم من الملوك تدين بذلك الدين