للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جريب. ٢/١٧٦ وفيها مسجد جامع، وفيها القهندز وفيه مسكن السلطان. وفي هذه المدينة الداخلة نهر يجري. فأما داخل سور المدينة الكبير ففيه أودية وأنهار وعيون وجبال. وعلى القهندز باب حديد من داخله باب آخر حديد.

وفي أخبار ملوك اليمن قالوا: لمّا مات ناشر ينعم الملك، قام بالملك من بعده شمر بن افريقيس بن أبرهة. فجمع جنوده وسار في خمسمائة ألف رجل حتى ورد العراق. فأعطاه كشتاشف بن بخت نصر الطاعة وعلم أن لا طاقة له به لكثرة جنوده وشدة صولته. فسار من العراق قاصدا لبلد الصين. فلما صار إلى بلد الصغد اجتمع أهل تلك البلاد [١٦٣ أ] وتحصنوا منه بمدينة سمرقند فأناخ عليها وأحاط بمن فيها من كل وجه وحاربهم حتى استنزلهم بغير أمان فقتل منهم مقتلة عظيمة، وأمر بالمدينة فهدمت، فسميت من يومئذ شمركند أي شمر هدمها.

فعربتها العرب وقالوا سمرقند. وقال في مسيره هذا:

أنا شمر أبو كرب اليمانا ... جلبت الخيل من يمن وشام

لآتي أعبدا مرقوا علينا ... بأرض الصين من أهل السوام

فأحكم في بلادهم بحكم ... وثيق لا يجاوز بالأثام

فإن أهلك ولم أرجع إليكم ... فقد هلك الملوك من آل سام

بنو مهليل انتجعوا فساحوا ... وخطّوا البيت بالبلد الحرام

هو البيت العتيق فعظّموه ... وإن كانت وجوهكم دوام

سيملك بعدنا أبنا ملوك ... يدينون العباد بغير ذام

ويملك بعدهم ملك كريم ... نبيّ لا يرخّص في الحرام

محمد اسمه يا ليت يومي ... تأخّر بعد مخرجه بعام

ثم سار حتى قارب الصين فمات هو وأصحابه عطشا فلم يبق منهم مخبر.

وكان ملكه سبع سنين. فلم تزل سمرقند خرابا إلى أن ملك تبع الأقرن بن أبي مالك بن ناشر ينعم. فلم تكن له همّة إلّا الطلب بثأر جده شمر الذي هلك بأرض الصين. فتجهّز واستعد وسار في مائة ألف رجل من أبطال قومه. فجاء العراق

<<  <   >  >>