للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرى تسمّى الهام، وجبل يقال له قساس، فيعمل بعضه باليمن، ويحمل بعضه إلى البصرة،

وحدث يزيد بن هارون «١» عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : قال لي جبرئيل: يا محمّد تختّم بالعقيق، فقلت: وما العقيق؟

قال: جبل باليمن يشهد لله بالتوحيد، ولي بالرسالة، ولك بالنبوّة، ولعليّ بالوصيّة، ولذريّته بالإمامة، ولشيعتهم بالجنّة،

وبها معدن الجزع وهو أنواع، وجميع هذه الأنواع يؤتى بها من معدن العقيق، وأجود هذه الأنواع البقرانيّ وأثمنها، ومنه: العروانيّ، والفارسيّ والحبشيّ والمعسّل، والمعرق، وقال الأصمعيّ: أربعة أشياء قد ملأت الدنيا لا تكون إلّا باليمن: الورس، والكندر، والخطر، والعصب، فأما المعرق من الجزع فإنه يتّخذ منه الأواني لكبره وعظمه، ولهم الحلل اليمانية والثياب السّعديّة والعدنيّة والشبّ اليماني وهو ماء ينبع من قلّة جبل فيسيل على جانبه قبل أن يصل إلى الأرض فيجمد، فيصير هذا الشبّ اليماني الأبيض، ولهم الورس وهو شيء يسقط على الشجر كالترنجبين، ولهم البنك ويقال إنه من خشب أم غيلان، ومن أبنيتها القشيب الذي يقال له:

أقفر من أهله القشيب وعن مكحول قال: أربعة مدن من مدن الجنّة: مكّة، والمدينة، وإيلياء، ودمشق، وأربعة من مدن النار: أنطاكية، والطّوانة، وقسطنطينيّة، وصنعاء. وبها سدّ أسعد الملك وهو سدّ بين جبلين، بحجارة مربّعة منقّشة بين الحجرين عمود من حديد من الأسفل إلى الأعلى، وقد رصّص ما بين الجبلين مقدار ميلين، وسمكه ثلاثمائة ذراع، تنصبّ إليه أودية وأنهار فيرتفع الماء حتى يسقوا مزارعهم وحدائقهم، وهو أعجب سدّ في الأرض، مكتوب عليه بالمسند أشياء كثيرة. ومن عجائب اليمن القردة وهي بها كثيرة جدّا، وفيهم قرد عظيم، في عنقه لوح يقال إنه عهد من سليمان بن داود صلّى الله عليه وعلى سيدنا محمد، ويقال: إن هذه القردة

<<  <   >  >>