للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤- وسائل وأساليب الإعداد الخلقي لمعلم المستقبل:

الأخلاق هي الضوابط والقوانين التي تحكم السلوك ونوع العلاقة بين الإنسان وغيره. لذلك أصبح الاهتمام بالتربية الخلقية ضرورة في كل مراحل التربية والتعليم وبخاصة في مرحلة إعداد المعلم، حيث إنها قوام المسلم فمتى حسنت الأخلاق حسنت الأعمال. وحسن الخلق وسيلة فعالة من وسائل الترغيب في تربية النشء وإعداد المعلم الصالح.

ومن واجب المعلمين والمربين العمل على السمو والارتقاء بأخلاق الطلاب وتنميتها وصقلها، فهم مطالبون بتبصير الدراسين بأهمية الأخلاق الحميدة وفوائدها الكثيرة التي تعود على الإنسان بالنفع والخير العميم، كذلك تبيان مضار الأخلاق الذميمة والصفات المرذولة وما تجرة من مصائب وويلات في الدنيا والآخرة. وبذلك ينشأ الاستعداد لدى الطلاب للالتزام بالأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة ومن واجب المربين أيضا تنمية قوة الإرادة في الدارسين ليتغلبوا على أهوائهم وشهواتهم وليتبعوا الخلق الكريم في شتى المواقف١.

سبق أن ذكرنا أن القدوة أسلوب تربوي يجب الاهتمام به من أجل التحلي بالأخلاق الفاضلة وتنميتها وصقلها. كما أن طبيعة النشأة تؤثر في الإعداد الخلقي للدارسين، فإذا كانت النشأة تتفق وشرعية الإسلام فلن تكون هناك صعوبة في التأكيد على الأخلاق الحميدة وتدريب الدارسين للالتزام بها وتطبيقها في شتى مجالات وظروف الحياة. ولا شك أن هذه النشأة الإسلامية تساعد المربين على تنميتها وصقلها، على خلاف النشأة غير السليمة التي تشكل عقبة أمام المربين الذي يسعون إلى غرس الأخلاق الفاضلة في الدارسين. ومن هنا تبرز أهمية الاختيار السليم للدارسين قبل التحاقهم بالكليات والمعاهد المتخصصة في إعدادهم، وقبل كل ذلك لا بد من التزام أعضاء هيئة التدريس بالمؤسسات


١ يوسف مصطفى القاضي، ومقداد بالجن: علم النفس التربوي في الإسلام، الرياض: دار المريخ، ١٩٨١، ص٣٧٣-٣٧٥.

<<  <   >  >>