التعليمية بالأخلاق الفاضلة وتطبيقهم لها في حياتهم العامة والخاصة حتى يكونوا قدوة حسنة للدارسين.
ويمكن استخدام أساليب ووسائل التربية الإسلامية لتنمية وصقل الأخلاق الفاضلة في نفوس الدارسين. كما تنشأ ضرورة تزويد الدارسين بزاد الثقافة الإسلامية العامة والخلقية لتوحيد مفاهيم هؤلاء الدراسين مما يؤدي إلى تميز وتفرد الشخصية الإسلامية عن غيرها من الشخصيات.
وتقتضي الضرورة دعم طرائف التدريس بالأساليب القرآنية والنظريات التربوية المختلفة التي تدعو إلى اتباع الأخلاق الفاضلة حتى تسهم في تكوين الوجدان الديني المطلوب. ويتأتى ذلك بتعويد الدارسين على النظر إلى الأشياء نظرة إسلامية يحكمها الإيقاع الإسلامي. كما ينبغي تحديد الدور الاجتماعي للتربية الخلقية، وذلك من خلال ترسيخ الأصول السليمة في إعداد الدارس المسلم وغرس الاتجاهات الحميدة والمبادئ الأخلاقية في الحقل التعليمي.
والتربية الأخلاقية ليست بمنأى عن التربية الروحية أو التربية العملية، فكلها عناصر مترابطة متفاعلة بمعنى أن درس الدين هو درس أخلاق وأن درس الطبيعة درس أخلاق. وحتى تؤتي التربية الأخلاقية ثمارها النافعة ينبغي على المعلم أن يبدأ بإصلاح نفسه أولا وأن يكون ذا خلق كريم، وأن يوجه الدارسين دائمًا إلى الأخلاق الفاضلة، وأن يبين للدارسين أن أهم ما تعانيه الإنسانية في هذا العصر هو أزمة الأخلاق، وأن إصلاح وتهذيب الأخلاق وتنميتها هو السبيل إلى الاستقرار والبناء والتقدم، ومن هنا يتضح أن التربية الأخلاقية أهم مهمة يضطلع بها المربي في العصر الحاضر. إن المربين مطالبون بالتحذير من أمراض العصر الأخلاقية ومحاربتها، بالإضافة إلى ثغرات الحرية الزائفة التي تهتم بالتكالب على اللذات والتي تستثير دافع حب الذات والأنانية المفرطة. إن طهارة القلوب والاستقامة واتباع القيم الفاضلة ومكارم الأخلاق هي سبيلنا إلى الإصلاح الخلقي.