للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واعتبر هذا بما تجد الناس يعتمدونه عند ملوكهم ورؤسائهم إذا أرادوا التقرب والمنزلة عندهم، فإنهم يسألون المطاع أن يُنعم على من يعلمونه أحب رعيته إليه، وكلما سألوه أن يزيد في حبائه وإكرامه وتشريفه، علت منزلتهم عنده، وازداد قربهم منه، وحظوا به لديه، لأنهم يعلمون منه إرادة الإنعام والتشريف والتكريم لمحبوبهم، فأحبهم إليه أشدهم له سؤالا ورغبة أن يتم عليه إنعامه وإحسانه، وهذا أمر مشاهد بالحس، ولا تكون منزلة هؤلاء ومنزلة من سأل المطاع حوائجه هو - وهو فارغ من سؤاله تشريف محبوبه والإنعام عليه - واحدة.

فكيف بأعظم محب وأنه لأكرم محبوب وأحقه بمحبه ربه له.؟ ولو لم يكن من فوائد الصلاة عليه إلا هذا المطلوب وحده لكفى المؤمن به شرفًا (١).

وكما وردت أحاديث تذم تارك الصلاة عليه .

فعن أبي هريرة قال: قال: رسول الله : "رغم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" (٢) وعن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله "البخيل من ذكرت عنده فلم يصلِّ عليَّ" (٣).

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله "من نسي الصلاة عليَّ خطيء طريق الجنة" (٤).


(١) جلاء الأفهام (ص ٣٣٥، ٣٤٤) بتصرف.
(٢) تقدم تخريجه (ص ٨١).
(٣) تقدم تخريجه (ص ٨٢).
(٤) أخرجه ابن ماجه في كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي : "قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١١/ ١٦٨) أخرجه ابن ماجه عن ابن عباس ، والبيهقي في الشعب من حديث أبي هريرة والطبراني من حديث حسين بن علي ، وهذه الطرق يَشُدّ بعضه بعضًا".

<<  <   >  >>