للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا ولم يعتمد الأئمة الأربعة ولا غير الأربعة على شيء من الأحاديث التي يرويها البعض في زيارة قبره كحديث "من زارني في مماتي فكأنما زارني في حياتي".

وحديث: "من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة" ونحو ذلك. فإن هذه الأحاديث وأمثالها لم يروها أحد من أئمة الإسلام ولم يعتمدوا عليها، ولم يروها لا أهل الصحاح ولا أهل السنن التي يعتمد عليها كأبي داود والنسائي لأنها ضعيفة بل موضوعة كما قد بين العلماء الكلام عليها" (١).

ولكن جاء لفظ زيارة القبور في غير هذه الأحاديث كما في قوله "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها، فإنها تذكر الموت" (٢). وكان يعلِّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقول أحدهم: "السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين .. " (٣).

وكان يزور قبور أهل البقيع وشهداء أُحد (٤).

[بيان غلط من قاس قبره على قبر غيره في شأن الزيارة]

وقد استدل طائفة من الناس بهذه الأحاديث على مشروعية زيارة قبر النبي حيث قالوا إنه إذا كانت زيارة قبور عموم المؤمنين مشروعة فزيارة قبره أولى. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ومن هنا غلط طائفة من الناس يقولون إذا كانت زيارة قبر آحاد الناس مستحبة فكيف بقبر سيد


(١) مجموع الفتاوى (٢٧/ ٣٨٥، ٦٣٨) (بتصرف).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب استئذان النبي ربه ﷿ في زيارة قبر أمه برقم (٩٧٤).
(٣) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز، باب ما يقال عند دخول القبور والدعاء لأهلها برقم (٩٧٤).
(٤) أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب غزوة أحد برقم (٤٠٤٢)، ومسلم في كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا برقم (٢٢٩٦).

<<  <   >  >>