وحسبي هنا أن أشير إلى بعض الأمثلة مما فيه من الكيفيات المبتدعة في الصلاة والتسليم على النبي الكريم صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أتبع ذلك بنماذج مما فيه من الأحاديث الموضوعة في فضل الصلاة عليه ﷺ والتي يتنزه لسانه الشريف عن النطق بها، فمن الكيفيات الواردة فيه:
"اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من الصلاة شيء، وارحم محمدا وآل محمد حتى لا يبقى من الرحمة شيء، وبارك على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من البركة شيء، وسلم على محمد وعلى آل محمد حتى لا يبقى من السلام شيء".
فإن قوله:"حتى لا يبقى من الصلاة والرحمة والبركة والسلام شيء"، من أسوأ الكلام، وأبطل الباطل؛ لأن هذه الأفعال لا تنتهي.
وكيف يقول الجزولي:"حتى لا يبقى من الرحمة شيء"، والله تعالى يقول: ﴿ورحمتي وسعت كل شيء﴾ [الأعراف: ١٥٦].
وقال في (ص ٧١): "اللهم صل على سيدنا محمد بحر أنوارك، ومعدن أسرارك، ولسان حجتك، وعروس مملكتك، وإمام حضرتك، وطراز ملكك وخزائن رحمتك … إنسان عين الوجود والسبب في كل موجود ....
وقال في (ص ٦٤): "اللهم صل على من تفتقت من نوره الأزهار … اللهم صل على من أخضرت من بقية وضوئه الأشجار، اللهم صل على من فاضت من نوره جميع الأنوار".
فإن هذه الكيفيات فيها تكلف وغلو لا يرضاه المصطفى ﷺ، وهو الذي قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله". أخرجه البخاري في "صحيحه".