للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الموطن الثالث من مواطن الصلاة عليه : آخر القنوت]

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: "استحبه الشافعي ومن وافقه واحتج لذلك بما رواه النسائي بسنده عن الحسن بن علي (١) قال: علمني رسول الله هؤلاء الكلمات في الوتر قال: "قل اللهم اهدني فيمن هديت، وبارك لي فيما أعطيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت (٢) وصلى الله على النبي" (٣) وهذا إنما هو في قنوت الوتر، وإنما نقل إلى قنوت الفجر قياسًا كما نقل أصل هذا الدعاء إلى قنوت الفجر.

وهو مستحب في قنوت رمضان، فعن عروة بن الزبير (٤) أن عبد الرحمن بن عبد القاري (٥) وكان في عهد عمر بن الخطاب مع


(١) الحسن بن علي بن أبي طالب: سبط رسول الله وريحانته في الدنيا، وأحد سيدَي شباب أهل الجنة، وكان أشبه الناس برسول الله . بويع بالخلافة بعد مقتل أبيه ثم تنازل عنها لمعاوية حقنًا لدماء المسلمين، ومات سنة تسع وأربعين وقيل بعدها. الإصابة (١/ ٣٢٧ - ٣٣٠).
(٢) الحديث إلى قوله "وتعاليت"، أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر (٢/ ١٣٣ - ١٣٤). وأخرجه الترمذي في السنن، كتاب أبواب الصلاة، باب ما جاء في قنوت الوتر (١/ ٣٢٨) (ح ٤٦٤)؛ وأخرجه ابن ماجه في السنن، أبواب إقامة الصلاة، باب ما جاء في قنوت الوتر (١/ ٢١٣) ح ١١٦٧، وقال الحافظ ابن حجر: "الحديث حسن صحيح". التلخيص (ص ٩٤ - ٩٥).
(٣) أخرجه النسائي في السنن (٣/ ٢٤٨) وقد انفرد النسائي بهذه الزيادة "وصلى الله على النبي"، وروايته ضعيفة، قال الحافظ ابن حجر هذه الزيادة في هذا السند غريبة لا تثبت وإن سنده لا يخلو إما من راو مجهول، أو انقطاع في السند.
(٤) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي أبو عبد الله المدني، تابعي ثقة فقيه مشهور، ولد في أوائل خلافة الفاروق، وتوفي سنة أربع وتسعين على الصحيح. تهذيب التهذيب (٨/ ١٨٠ - ١٨٥).
(٥) عبد الرحمن بن عبد من غير إضافة القارئ بتشديد الياء من ولد القارة ابن =

<<  <   >  >>