للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ - أن عدم التخصيص للقبر بالسلام فيه إظهار لخاصية اختص بها النبي لا يماثله فيها أحد من الخلق.

فالمقصود عند قبر غيره من الدعاء له هو مأمور له في حق الرسول في الصلوات الخمس وعند دخول المساجد والخروج منها. فالله ﷿ فضله بهذا الأمر على غيره، وأغناه بذلك عما يفعل عند قبور غيره (١).

٢ - أن الذي تدل عليه نصوص السلام عليه أن هذا السلام يستوى فيه القريب والبعيد، وهذا أمر اختص به النبي .

ولهذا قال الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (٢) لذلك الرجل الذي رآه يختلف إلى قبر النبي ويدعو عنده. فقال له: يا هذا إن رسول الله قال "لا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم حيثما كنتم تبلغني" (٣) فما أحط ورجل بالأندلس منه إلا سواء.

فالحسن بن الحسن - شيخ أهل بيته - وغيره لا يفرقون بين أهل المدينة والغرباء ولا بين المسافر وغيره ولا يرون في السلام عليه عند قبره مزية (٤) فالسلام يصل إليه من مشارق الأرض ومغاربها.


(١) الصارم المنكي (ص ٥٤).
(٢) الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي: المدني الإمام أبو محمد، وهو قليل الرواية مع صدقه وجلالته، توفي سنة تسع وتسعين وقيل سبع وتسعين للهجرة. سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٨٣، ٤٨٧).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (٧٦٢٦)؛ وأخرجه إسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي (ص ١٣ - ١٤) ح ٣٠ وقال الألباني بهامشه: حديث صحيح. وابن عساكر (٤/ ٢١٧/ أ). وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٨٣ - ٤٨٤). وعزاه الألباني في تحذير الساجد (ص ١٤١) إلى ابن خزيمة في حديث علي بن حجر (٤/ رقم ٤٨).
(٤) الرد على الأخنائي (ص ١٤٦).

<<  <   >  >>