للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عليها ظلمة وركاكة، ومجازفات باردة تنادي على وضعها واختلافها ثم ضرب لذلك بعض الأمثلة ثم قال: "فصل: ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعًا، فمنها: اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول الله ، وهي كثيرة جدًّا، كقوله في الحديث المكذوب: "من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائرًا له سبعون ألف لسان، لكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له، ومن فعل كذا وكذا أعطي في الجنة سبعين ألف مدينة، في كل مدينة سبعون ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف حوراء".

وأمثال هذه المجازفات الباردة التي لا تخلو حال واضعها من أحد أمرين: إما أن يكون في غاية (الجهل والحمق) وإما أن يكون (زنديقًا) قصد التنقيص بالرسول بإضافة مثل هذه الكلمات إليه" انتهى.

وممن حكم بالبطلان على أمثال هذه الأحاديث من المعاصرين أبو الفضل عبد الله الصديق الغماري، قال في تعليقه على كتاب "بشارة المحبوب بتكفير الذنوب" للأذرعي (ص ١٢٥): "تنبيه: جاء في كثير من الأحاديث: من عمل كذا خلق الله من ذلك العمل ملكًا يسبح، أو يحمد الله، وكلها أحاديث باطلة". قال ذلك هنا، كتاب "دلائل الخيرات" ثناء عظيمًا في كتابه "خواطر دينية" ووصفه بأنه سار مسير الشمس" (١).

يجب على المسلم البحث عن الحكم الشرعي والتثبت فيه قبل إتيان العمل في جميع شؤون حياته لقوله في صحيح مسلم: "من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد". وتطبيق ذلك هو حقيقة الاتباع والتأسي برسول الله .


(١) انظر مجموع كتب ورسائل سماحة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر. (٧٦ - ٧١/ ٦)

<<  <   >  >>